الريحاني: أرفض فكرة الانسداد الرئاسي والحل موجود

الريحاني: أرفض فكرة الانسداد الرئاسي والحل موجود

هنأت المرشحة لرئاسة الجمهورية السيدة مي الريحاني المرأة اللبنانية في اليوم العالمي على إنجازاتها في الحقول كافة، مشيرةً الى ان المرأة اللبنانية هي الأولى التي حصلت على حق التصويت في الانتخابات البرلمانية، كما وأن لديها العديد من الإنجازات في الحقل الطبي والعلمي.

وفي حديث لإذاعة الشرق، اعتبرت الريحاني أن تراجع دور المرأة القيادي مرده الى تراجع لبنان بسبب انهيار الدولة ومؤسساتها، ولكن دورها الاجتماعي لم يتراجع أبداً، مؤكدةً ان على المرأة اللبنانية متابعة مسيرتها النيّرة والنضالية، ولكن هذه المسيرة لن تكون كاملةً إلا عندما تصل المرأة الى مراكز صنع القرار.

ورداً على سؤال حول دور اللبنانيات المغتربات، أوضحت المرشحة لرئاسة الجمهورية أن اللبنانية المغتربة برزت في حقول مختلفة ووصلت الى مراكز القرار، قائلة: “أعتقد أن المقيمة تستطيع أيضاً الوصول في لبنان الى مركز القرار، فلا فرق بين المقيمة والمغتربة وعلى المرأة اللبنانية ألا تفقد الأمل والإرادة، والتعاون مع الجمعيات النسائية ورفاقها من رجال ونساء وكل من يمد يد العون لها إيماناً بقدراتها”.

 

واعتبرت أن عدداً من النساء المغتربات وصلن الى مراكز القرار وإنتاجهن فاعل في البلدان العربية والغربية وهنّ يولين لبنان اهتمامهن من جديد، وأعطت الريحاني نفسها مثالاً على ذلك بالقول: “عدت الى لبنان من أجل الانخراط في أهم المعارك السياسية للمشاركة في مسيرة إنقاذ لبنان وصنع الحل ومن هنا يكون مبدأ المشاركة بين النساء المغتربات والمقيمات”.

 

وعن تمكين المرأة في برنامجها الرئاسي، أشارت الريحاني الى أنها وفي حال وصولها الى سدة الرئاسة، ستعمل على تمكين المرأة الفاعلة وانخراطها في العمل وتطوير القوانين اللبنانية لنيل المرأة حقوقها الكاملة، فلا شك ان المرأة تتمتع ببعض الحقوق وليست كاملة، مؤكدةً أن هذا الأمر موجود في برنامجها الرئاسي من منطلق مبدأ تكريس الديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة.

وعن الصعوبات التي تعترض الملف الرئاسي، أكدت الريحاني رفضها لفكرة الانسداد في ملف الرئاسة مع إيمانها بوجود الحل، قائلة: “هناك فريقان بلبنان ولديهما مرشحهما والحل بمرشح أو مرشحة سيادية إصلاحية مستقلة لا تنتمي للمنظومة ولا تشكل تحدياً لأحد وغير منخرطة في ملفات الفساد وغير صدامية، ومن يراقب ما يجري في لبنان يرى بأن أي مرشح من المنظومة يشكل تحدياً للآخر وهذا الأمر يُبعد التوافق”.

وتابعت الريحاني: “قبلت التحدي الرئاسي لأن مي الريحاني تتمتع بالجرأة والكفاءة، وانتظرنا سنتين ونصف السنة لإنهاء الفراغ من قبل بإنتخاب الرئيس السابق ميشال عون، ولكن الشعب اللبناني اليوم يعاني من أجل تأمين أبسط متطلبات العيش اليومية، ولا يمكنه الانتظار سنتين أخريين ولا يحق لأحد تجاهل معاناته وفقره، فالحل موجود عبر مرشحة مؤهلة تتمتع بشبكة علاقات عربية وغربية ولديها الكفاءات، ولديها خبرة في القيادة فما الذي ننتظره؟ لأنها إمرأة؟”.

 

ورداً على سؤال عمن يدعم مي الريحاني، أكدت وجود عدد من القيادات السياسية الداخلية التي تدعمها، معتبرةً اننا في مرحلة الانتقال من المرحلة الأولى حين كان هناك مرشحان أو ثلاثة يمثلون تحدّياً للفريق الآخر، إلى مرحلة ثانية قد تصل بها الى سدة الرئاسة.

وحول إعادة لبنان الى الخارطة الدولية، أكدت المرشحة أنها ستعمل على إعادة بناء العلاقات العربية البناءة بدءاً بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج من دون أي استثناء، ومن ثم أميركا وأوروبا ومن الممكن الانفتاح على الصين أيضاً لما يفيد مصلحة لبنان الاقتصادية.

وأردفت الريحاني: “لا يمكن ان نفصل المصالح السياسية عن الاقتصادية، كما ولا يمكن أن ننسى المغتربين الموجودين في أميركا الشمالية ودول الخليج الذين يساعدون أهلهم في لبنان وهم مصدر اقتصادي واستثماري مهم، وعلينا أن نزيد هذا الاستثمار عبر إعادة الثقة بلبنان وبقطاعه المصرفي”.

 

وعن تعاملها مع حزب الله ومدى تأثيره على القرار السياسي، أكدت الريحاني تحاورها مع جميع الفرقاء السياسيين بمن فيهم حزب الله، كاشفةً عن لقاءين جمعاها بنائبين من الحزب، معتبرةً أن حزب الله شريحة من المجتمع وإذا أصبحت رئيسةً للجمهورية، فستكون رئيسة لجميع الشرائح الموجودة في المجتمع وستتعامل وتتحاور مع الجميع.

 

وحول قضية تفجير مرفأ بيروت وطلب لجنة تقصي حقائق دولية من مجلس جقوق الإنسان في جنيف، شددت الريحاني على ان هذا التطور مهم جداً وهي مع وجود لجنة تقصي حقائق دولية ولبنانية في هذه القضية، معتبرةً أن الإنفجار أصاب لبنان برمته ولا يمكن السكوت عنه ويجب الوصول الى الحقيقة من أجل الضحايا وذويهم.

 

ورداً على سؤال حول استعادة لبنان حقه بالتصويت الأمم المتحدة، وصفت الريحاني الأمر بالإيجابي، قائلةً: “من المعيب فقدانه من الأساس وكيف ننسى ان لبنان من مؤسسي الأمم المتحدة، والدكتور شارل مالك من الثلاثة الذين كتبوا شرعة حقوق الانسان، فكيف نسمح لأنفسنا بإهمال واجباتنا بعدما كنا في القمة الفكرية والإنسانية، ونصل الى فقداننا الحق في التصويت”.

 

وحول ترشيح الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية، أشارت الريحاني أن الرئيس نبيه بري وحزب الله قد يكونا رشحا فرنجية من أجل جسّ النبض بإمكانية إيصاله أم لا والانتقال عندها لمرحلة أخرى، مؤكدةً ان المرحلة المقبلة هي التي ستقرر من هو الرئيس أو الرئيسة الجديدة للبلاد، قائلة: “اعتقد أن فكرة الرئيسة الآتية من خارج المنظومة ومن خارج فكرة التحدي هي الأفضل، فأنا أمثل السيادة اللبنانية والإصلاح ولكن أمثل الاستقلالية، وأمثل الخبرات والعلاقات البناءة العربية والغربية والمؤسسات المانحة المفيدة للاقتصاد، لم لا رئيسة جمهورية؟ تواصلت مع كل الأفرقاء السياسيين من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله والتيار الوطني الحر والمستقلين والتغييرين والكتائب، وهناك تجاوب من عدد كبير منهم وأكثر من تجاوب من عدد آخر، ولن أستغرب إنتخاب رئيسة للجمهورية هذه المرة لأن لبنان رائد في حقوق المرأة، فلم لا يكون أول بلد عربي ينتخب رئيسة للجمهورية؟”.

 

وحول الإدارة الأميركية ومساعدتها للبنان، لفتت الريحاني الى ان الإدارة الأميركية لم ولن تتاونى عن مساعدة لبنان خصوصاً عبر الجيش اللبناني، مؤكدة أن أميركا تعتبر هذه المؤسسة مهمة جداً وأساسية في الحفاظ على الأمن والسلم وفي الدفاع عن النفس، وهي مستمرة في مساعدته ليس فقط عبر العتاد، فللمرة الأولى تخطت قانوناً من قوانينها بأنها لا تدفع رواتب موظفي أي بلد، وساهمت في دفع رواتب عناصر الجيش اللبناني.