استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأنطونية فضل الله: ليست الصلاة مشكلتنا بل العقلية الطائفية التي مزقت الوطن

استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأنطونية فضل الله: ليست الصلاة مشكلتنا بل العقلية الطائفية التي مزقت الوطن

استقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله وفداً من طلاب الجامعة الأنطونية وضعه في أجواء تحركهم المطلبي من أجل السماح لهم بإداء فريضة الصلاة ورفضاً لقرار الجامعة بمنع ذلك.
في البداية رحب سماحته بالوفد مؤكداً أن الصلاة عنوان التقاء وأمر مشترك بين كل الأديان السماوية، لا يستطيع الإنسان المؤمن تجاوزها وإلا يخل بالتزامه وإيمانه، معتبراً أن الصلاة مدخل لارتقاء الإنسان الروحي والأخلاقي والإنساني بما يعزز الروابط الشعورية والوطنية مع أخوته في الوطن وينمي حال التفاعل والتعايش بين المكونات اللبنانية، ليؤكد دور لبنان، لبنان الوطن ولبنان الرسالة التي يحملها إلى العالم.
ورأى سماحته أن الصلاة في معناها الأساسي التي تحمله الأديان السماوية هي مطهر للإنسان من الطائفية البغيضة ومحرر له من الكراهية والأحقاد والبغضاء لحساب المحبة والمودة والتسامح التي أراد الله أن تكون هي الحاكمة في العلاقات بين البشر، مطالبا كل المؤسسات والقطاعات في هذا البلد بتوفير الظروف الكفيلة بإقامة الصلاة في أوقات محددة وهو أمر متيسر ولا يخل بالأنظمة والقوانين…
واعتبر سماحته ان مشكلتنا في لبنان ليس الإيمان أو إقامة العبادات، بل العقلية الطائفية التي أساءت لكل القيم الروحية والدينية والوطنية، والتي تزرع الهواجس والأوهام في المجتمع لتخويف الطوائف بعضها من بعض، بما يهدد السلم الأهلي والوحدة الوطنية…
وأضاف سماحته: إننا نريد للشباب مسلمين ومسيحيين أن يرسخوا علاقتهم بالله من خلال الصلاة، ويعمقوا إيمانهم لأن في ذلك ليس إغناء لإنسانيتهم فحسب، بل لأننا بمثل هذا الإيمان نبني جيلاً يؤمن بالانفتاح والتنوع والحوار ويحترم الآخر بعيداً عن سياسة الانغلاق والتقوقع…
وقال سماحته: إننا نتفهم هواجس إدارة الجامعة ومخاوفها ولكننا نرى أنه بالنيات الصافية وبالروحية الإيمانية والوطنية التي لمستها من الطلاب الأعزاء يمكن تبديد هذه الهواجس ومعالجتها بالحوار والحكمة ونحن نأمل بأن تتفهم الجامعة مطالب طلابها وتأخذها في عين الاعتبار.
وختم سماحته قائلا: إننا سوف نتواصل مع إدارة الجامعة لحل هذه القضية لأننا نؤمن بأن هذا الوطن لا يبنى إلا بالحوار والتعايش والتلاقي والاحترام الذي يحفظ هذا التنوع، ولاسيما داخل الجامعات وإلا يفقد لبنان هويته.