في أكبر تجمع إفتائي في العالم وتحت رعاية رئيس الجمهورية .. دار الإفتاء تنهي استعدادها لمؤتمرها العالمي السابع للإفتاء بمشاركة 90 دولة حول “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”

في أكبر تجمع إفتائي في العالم وتحت رعاية رئيس الجمهورية ..   دار الإفتاء تنهي استعدادها لمؤتمرها العالمي السابع للإفتاء بمشاركة 90 دولة حول “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”

بدأت دار الإفتاء المصرية استعداداتها لعقد مؤتمرها العالمي السابع للإفتاء الذي تنظمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويًّا، والذي سيعقد هذا العام في الفترة من 17-18 أكتوبر الجاري في القاهرة، برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 90 دولة حول العالم، كما يشهد المؤتمر مشاركةً عالية المستوى من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعدد من الهيئات الدولية الأخرى؛ وذلك لمناقشة موضوع “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”.

وتتضمَّن فعاليات المؤتمر عقد مجموعة من الندوات وورش العمل والبرامج الخاصة بالتغيرات المناخية والبيئة وأهداف التنمية المستدامة؛ وذلك استعدادًا لقمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ بمصر.

كما سيتم خلال المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة، والإعلان عن ميثاق إفتائي لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي.

وقال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن مؤتمر هذا العام ذو طبيعة خاصة؛ لكونه يرتبط بعمارة الأرض وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في الكون، حيث إن التنمية والعمران نصَّ عليهما القرآن الكريم؛ لكونهما من جملة ما كُلِّف به الإنسان في تحقيق خلافة الله عزَّ وجل في أرضه، قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، وقال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، كذلك أَوْلَتِ السنَّة النبوية اهتمامًا بالغًا بالعمل المثمر الذي يعود بالخير والنماء على الإنسان ومن معه، قال ﷺ: «ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا؛ فيأكل منه إنسان أو حيوان أو طير إلا كان له صدقة». وقد نصَّ العلماء على أن مدار الأمر في الشريعة الإسلامية على جلب المصالح ودرء المفاسد، والتنمية من آكد المصالح وأهمها في هذا العصر.

وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة تأتي متَّسقة مع المحافظة على الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وقد اتَّفق علماء الشريعة على هذا الأمر، حيث تتحقق من خلال استغلال موارد الوطن، وتنميتها، وهو ما يتقابل مع مفاهيم التنمية الحديثة المعروفة باسم “التنمية المستدامة”.

وأضاف فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم دائمًا حريصة على أن تقوم بواجب الوقت في إعادة بناء الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ، من أجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ لِبَنِي البشرِ جميعًا، لما لذلك من دَور كبير في عملية التنمية.

هذا، وقد أكَّد الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- من جانبه أنَّ المؤتمر العالمي السابع للإفتاء يتضمن هذا العام العديد من النقاشات المهمة وَفق ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول: يأتي تحت عنوان “دَور الفتوى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، فيما يأتي المحور الثاني تحت عنوان “دَور الفتوى في مواجهة معوِّقات التنمية”، ويعرض لآليات الإفتاء في مواجهة معوقات التنمية المستدامة، ودَور مؤسسات الفتوى والقادة الدينيين في مواجهة معوقات التنمية، أما المحور الثالث فسيكون حول “الفتوى ودعم الاقتصاد الوطني”، وكذلك دَور الفتوى في تشجيع الاقتصاد وازدهاره ونموه.

وأشار د. نجم إلى أنه ستُعقد ضمن فعاليات المؤتمر ثلاث ورش عمل يشارك فيها طائفة من كبار العلماء والمفتين والمعنيين بقضايا التنمية المستدامة، وستكون الورشة الأولى حول “تأهيل القادة الدينيين لتعزيز أهداف التنمية المستدامة”، والورشة الثانية حول: “التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية والطبيعية في تحقيق أهداف التنمية”، بينما سيكون موضوع الورشة الثالثة حول “استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تعزيز أهداف التنمية المستدامة”.

وأضاف مستشار فضيلة المفتي إلى أنه سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن عدد من المبادرات والمشروعات العالمية الرائدة من بينها: “المَعْلَمة المصرية للعلوم الإفتائية” التي أُنجز منها إلى الآن خمسون مجلدًا، من أهمها: “الفتوى والتغير المناخي”، و”الفتوى وقضايا حقوق الإنسان”، و”الفتوى وصناعة الحلال”، و”الفتوى وتنمية الأسرة”، و”الفتوى وتجديد الخطاب الديني”، و”الفتوى والسلام العالمي”.

كما سيتم الإعلان عن “ميثاق إفتائي لمواجهة التغيرات المناخية” تعميقًا للوعي بمخاطر ومشكلات ما نجم عن التغيرات المناخية على كافة الأصعدة والمجالات في الحياة الإنسانية، وحتى يكون الإفتاء واحدًا من المجالات التي تسهم في حلِّ المشكلة والتوعية بها، وحتى نفعل ما أسَّسه المفتون عبر العصور من استشراف الأحداث الحالية والمستقبلية.