المرتضى في ندوة عن الإمام الصدر :نحتاج رئيسا مؤمنا بلبنان الرسالة  لبنان التنوّع مع الوحدة لبنان المتيقظ دوماً للخطر الإسرائيلي والمستوفي لجميع اسباب الإقتدار التي تجعله جاهزاً لردعه

المرتضى في ندوة عن الإمام الصدر :نحتاج رئيسا مؤمنا بلبنان الرسالة  لبنان التنوّع مع الوحدة لبنان المتيقظ دوماً للخطر الإسرائيلي والمستوفي لجميع اسباب الإقتدار التي تجعله جاهزاً لردعه

إعتبر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ان “جميعنا تعلمنا من مدرسة الإمام السيد موسى الصدر الوضوح في المواقف والرؤى”.

وقال: “وفي ظل صورة المشهد المزدحم بالتحديات والتطورات على مستوى لبنان والمنطقة، الجميع مدعو الى لغة العقل والى تهذيب الخطاب السياسي من اجل لبنان، والاسراع في تشكيل حكومة تتصدى لكل التحديات.”

كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته ندوة لمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، من تنظيم نادي الشقيف –النبطية وبالتعاون مع وزارة الثقافة، بعنوان “نوافذ حضارية لوطن واحد”، حضرها الى الوزير مرتضى، النائب هاني قبيسي ، محمد حجازي ممثلا النائب ناصر جابر ، امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ، المفتي الشيخ مالك الشعار ، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس رابطة ال الزين في لبنان سعد الزين، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي اسماعيل، المسؤول التنظيمي لحركة امل في الجنوب الدكتور نضال حطيط، وفد من قيادة حزب الله في النبطية برئاسة احمد سلوم، المحامي جهاد جابر ممثلا النائب السابق ياسين جابر، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية ماري توما ، رئيسة رابطة اطباء محافظة النبطية الدكتور سمير كحيل، المسؤول التربوي لحركة امل في الجنوب الدكتور عباس مغربل، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في الجنوب المهندس علي حسن ، ووفد كبير من علماء مدينة طرابلس ، وشخصيات وفاعليات .
تحدث فيها ايضا المحامي شوقي ساسين ،الكاتب والإعلامي روني الفا،المفتي الشيخ مالك الشعار
المرتضى

وتحدث الوزير المرتضى قائلا:”كلما أتيناه وجدناه يعقِدُ مجلسًا عند نجوم الليلِ لُيرسل خفَقانَ ضوئها كلماتِ حبٍّ لأرضه المتعبة. كلما جئناه، ألفيْناه يشتغل بالضوء البازغ من عيون المحرومين، يحرسُ أحلامَهم، ويسيرُ بخطىً ثابتة نحو الإنسان فيهم، يمدّ إلى الشمس كفيه، ويغرِفُ من معينِ الولايةِ زادًا لفرح المشتهى. يقيمُ الصلاة على سجّادةِ الشفقِ، ويسيرُ مع الفجر نحو ناسه، مدركًا/ أنْ ستُنبت سنابلُ الفلاحين، وتورقُ أشجارُ الجنوبِ، وتفرحُ عيونَ الأطفالِ عند النهر، الصدر قامةٌ منارةٌ في ظلمةٍوبوصَلَةٌ في ضياع، عينان تطفو فيهما زرقةِ السماءِ، وعزمٌ تصخبُ فيه عواصفُ الأمواج؛ سوادُ عِمَّةٍ ونصاعةُ ضمير، إمامُ كنائسَ وأُسْقُفُ مساجدْ، جسَّدَ في عيشِه وخِطابه منظومةَ القيمِ الإيمانية والوطنية والإنسانية، تأبى القلوبُ أن تسمِّيَه مغيَّبًا وهو يستوطنُ نبْضَها، سيِّدُ الحقيقةِ وعنوان الدعوةِ إلى العيش الواحدْ والمِفتاحَ الذهبيَّ لبوابة الانتصارْ، على هديه نسيرُ/ في وحدةٍ كالبنيان المرصوصِ/ ولن نبدّل تبديلا. واسمحوا لي في حضرة سماحة المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار المرجِع في مضمارِ الوحدةِ ومعتركِ الوعي والمحامي الرئيس شوقي ساسين، الأديب الرصين المؤتمن من الجمهورية اللبنانية على رئاسة اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والعلوم، والأستاذ روني الفا، صاحب الفكرِ النيّرِ والحضور المبدعِ الذي يسير بثبات ما بعده ثبات في درب بث الوعي الى وجوب الاستمساك بالوحدة الوطنية واليقظة الدائمة الى خطر العدو الإسرائيلي الوجودي على لبنان واللبنانيين، اسمحوا لي بحضورهم وحضوركم أجمعين، أن نعود بالذاكرةِ إلى تلك اللحظةِ الوطنيةِ التاريخيةِ في 18 شباط 1975، يوم وقف الإمامُ أمام مذبح كنيسة الآباء الكبوشيين في بيروت، واعظًا في “كلمةٍ سواء”، فقال حرفيًّا: “لبنان بلدُنا، رصيدُهُ الأولُ هو الإنسان”، وليزرع في نفوسنا حقيقةً لا تحتمل جدلاً مفادها أن لبنان هو رسالةٌ انسانيةٌ حضاريةٌ راقيةٌ مناقضةٌ للكيان الإسرائيليّ المغتصب، العنصري، الحاقد، الإلغائي، المجرم، المحرّف للتاريخ، السالب للحقوق، المنتهك للمقدسات والشرّ المطلق بكلّ ما لهذا التعبير من أبعاد ومدلولات.

في تلك العِظة الرائعة بشموليتها في وحدةِ الأديان، أكمل الإمامُ: “نجتمعُ من أجلِ الإنسانِ الذي كانَتْ من أجلِهِ الأديانُ، نلتقي لخدمةِ المستضعفِ المسحوق، ولنحفظَ بلدَنَا لبنان أمانةَ التاريخِ وأمانةَ الله، وهل ينسى العقلاءُ في هذا الوطن، وهم كثر، كيف كانت مواقف الإمام في مواجهة التحديات داخليةً وخارجية: الحرب الأهلية مثلًا، فكان الاعتصام في مسجد الصفا، والزود عن أهالي شليفا والقاع ودير الأحمر وموقفه من اعتداءات العدو الإسرائيلي وحضّه اللبنانيين على وجوب مقاتلتها ولو بأظافرهم…وهل ينسوا أن الإمام آمنَ أن لبنانَ كي يستقيم النظامُ فيه يجب أن يقوم على الحوار البناء والانفتاح الإيجابيّ والتمسّك بالآخر المختلف واحترامه تحت سقفِ الحرية الحقيقية. وحذّر من الاختزال الحزبي أو العنصرية الطائفية التي هو تدميرٌ للوطن وتيئيسٌ للمواطن:”.

وقال: “لأننا في مقامِ الإمام الصدر، الذين تعلمْنا في مدرستِه الوضوحَ في المواقفِ والرؤى، وفي ظلِّ صورةِ المشهدِ المزدحمِ بالتحدّيات والتطورات على مستوى لبنان والمنطقة، أنتهزُها مناسبةً لأؤكِّدَ من خلالِكم على جملةٍ من العناوين:

أولًا: قيامة لبنان من أزماتِه، ﻻ سيما اﻻقتصادية والمالية منها، واستعادة الثقة به وبمؤسساتِه على المستوى الداخلي والخارجي، ﻻ يمكنُ أن تتحقق في ظلِّ الإمعان في انتهاجِ لغةِ السجالِ والمناكفات، فهذه اللغة السياسية الشوهاء تشرِّعُ أبوابَ الوطنِ على مصراعَيه، ﻻستيلادِ المزيدِ من الأزمات والتدخلات التي قد تقوِّضُ الأسسَ وتهدم البنيانَ، فالجميعُ مدعوٌّ إلى اﻻحتكام إلى لغةِ العقل وإلى تهذيبِ الخطابِ السياسيّ واﻻرتقاء به الى مستوى التحدياتِ والمخاطر التي تحدقُ بنا. والجميعُ مدعوٌّ إلى التنازل من أجلِ لبنان وجعلِ مصلحة اللبنانيين تسمو على اية مصلحة أخرى.

ثانيًا: في الوقتِ الذي يعكفُ فيه المجلسُ النيابيُّ الكريم، وبحرصٍ من دولةِ الرئيس الأستاذ نبيه بري، على دراسةِ الموازنة وإعطائها العناية اللازمة تمهيدًا لإقرارها، من غيرِ الجائز أن تُعفي الحكومةُ نفسَها من مسؤولية متابعة قضايا الناس، ﻻ سيما في العناوين المتصلة بأمنِهم اﻻجتماعيّ والصحيّ والتربويّ والمعيشيّ والغذائيّ والبيئيّ.

ثالثًا: لا مناصَ من الإسراعِ في تشكيل حكومة تتصدّى لما ذكرناه آنفًا، والتوافق السريع على رئيس يقود البلاد نحو بر الأمان في المجالات كافةً، رئيس وحدوي مؤمن بلبنان الرسالة / لبنان التنوّع مع الوحدة/ لبنان المتيقظ دوماً لخطر الإسرائيلي والمستوفي لجميع اسباب الإقتدار التي تجعله جاهزاً لردعه،

ونكرّر لك يا سيدي الإمام:

غيَّبوكَ عن الأبصار فأوغلتَ في البصائر.

بقيت الصدرَ في كل مُفتَتَحِ نديٍّ وصاروا قبورًا من أوحال. بقيت تجدد فينا/ صبيحةَ كلِّ يوم/ نداء الوحدة الوطنية والتضامن معًا في بناء الإنسان المغتني بذاتِ يده وإيمانه وانتمائه إلى أرضه وكرامته،

ويهدرُ صوتُك في المجامع والأسماعِ كالريح التي تهبُّ من بحر صور صاعدةً إلى جبل عامل، وهو يُلْهِبُ عزائم المقاومين أنْ: “قاتلوا إسرائيل…. “. أما نحن فنطمئنُك أننا قاتلناها وانتصرنا عليها وسنبقى على عهد النصر حتى تعود إلينا الحقوق المسلوبةُ كلُّها.

عهدُنا لك بل قسمٌ، أن يبقى القلبُ يخفقُ بنبضِ حبِّك وعشقِك للأرضِ والإنسان، عهدُنا لك أن نكونَ صدًى لصوتِك، الذي لم ولن يخبو أبدًا ما بقي الليلُ والنهار. فصوتك هو عزُّنا وعنوانُ كرامتنِا، به نسمو ونرتقي ونقتدي كي ﻻ نضلَّ الطريق. لك كلّ الوفاء يا إمام ولكم ألف تحية. وإلى اللقاء في مناسبات قادمة بإذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

ساسين

ثم كانت كلمة للمحامي والشاعر شوقي ساسين قال فيها: “كلُّ قامةٍ تشِبُّ صُعُدًا، إلا قامةَ الضوءِ فمن فوقُ تنزل؛ كنار نيزكٍ يشقُّ غلافَ الفضاء، أو كنغْمةِ وزنٍ يهبطُ على عَمودِ قصيدة. كأن رجالَ النور لا يشبهون الرجال، ولا الأشجارَ ولا الجبال، إنْ نزَلوا ارتفعوا، أو انحنَوا تسامَوا، حتى لتختلطُ فيهم الأبعادُ وتشتبِكُ الجهات. ولا ينطقون إلا بضوءٍ فصيح؛ كأنَّ صباحًا يطلعُ على أفواههم حروفًا من شموسٍ بيّنات. وما عشراؤهم نظراءَهم في رفعةِ القَدْرِ فقط، بل هم العابرون إلى مغاليقِ الحرمانِ والنسيان، كماءٍ إلى أرضٍ عطشى، متى بلغوا شغافَ الوجدانِ الذي فيه تزدَحِمُ الحسرات، غرزوا ألقَهم في ضمائر الناسِ عميقًا عميقًا. كموسى في صَدرٍ، أو أعمقَ أعمق، كموسى الصَّدْر. ولسائلٍ أن يعجبَ كيف لضوءٍ أن ينغرزَ في حزن جيل. وله علينا الجوابُ أنِ اقرإ الإمامَ المغيَّبَ من أول خيطٍ في عِمامتِه حتى الحَمْدَلَةِ في خُطبِه. واقرأْ معَه صُحبةً نُجُبًا من كلِّ دينٍ ومِلّة اصطفى بعضُهم بعضًا على تواشُجِ فكرٍ وتآلفِ وداد، فكان عندهم الإنسانُ في جوهرِ كينونتِه، خُلاصةَ المقاصدِ السماوية والمعتَنى الأجلَّ على هذه الأرضِ، و”المحرِّكَ للتاريخ” حسبما قالَ الإمامُ في غير مقام. من أجل هذا الإنسان صارت واحدةً بشارتُهم وفُتياهم ونضالاتهم المعرفيّةُ وَسْطَ ساحات الجراح. وكان مبتدأُ السؤالِ ههنا، زاويةً نَكِرةً في لغةِ الوطن، وكان خبرُه ههنا أيضًا، أناسًا من الطوائفِ كلِّها أسرى مصفَّدين بالحرمان، فهم كما وصفَهم شاعرُهم:

قومٌ إذا نزَلَ الشتاءُ بأرضِهم لبسوا البيوتَ وزرَّروا الأبوابا

إذ لم يكن لهم سواها ما يلبسونَ اتّقاءَ البرد. وكان الوطنُ شلّال صراعاتٍ حول الكيانِ والهوية وعلاقات الماضي بالحاضر والآتي، بين أبنائه المختلفين على كلِّ شيءٍ تقريبًا، فيما بينهم ومع الجوار والعالم الأبعد. صراعاتٌ بعضُها فكريٌّ جزيلُ الثمر، وآخرُ ذو هوًى مفضٍ إلى تناحر دمويٍّ بين العصبيات. لكن الإنسانَ الفقير كان الضحيةَ الدائمةَ، فانبرى الإمامُ المغيَّب لمهمَّةٍ ولا أضنى، عنوانُها: “الوطن تبنيه العدالة الاجتماعية التي تتحقق بالمواطنة”.

اضاف: “أسارعُ إلى التماسِ معذرة السكوت عن تحليل مفهوم الإمام لهذا العنوان، فإن دراساتٍ معمقة وأطاريحَ علمية راقية، خطَّتها ولا تزال أقلامٌ ذواتُ اختصاص، فلم يبقَ لي بعدَها سطرٌ أبيضُ فائضٌ أملأه. ثمَّ إنّي لا أبتغي في موقفي ههنا أن أعرض لما قال الإمام، بل لما فعل. لكن، بحسبي أن أشير بطرَفِ قلمٍ إلى أن نظريةَ المواطنة التي إليها دعا، ليست بدعًا في علم الاجتماع السياسي، فلقد طبقتها شعوبٌ عديدةٌ، ونادى بها مفكرون لبنانيون وعرب كثيرون. لكنَّ أهميةَ ما فعل الإمام الصدر أنه أصَّلَها إيمانيًّا في المفاهيم الدينية ذاتِها؛ فالعلمنة أو المواطنة أو الفصل بين الدين والدولة أو إلغاء الطائفية السياسية أو سمّوها ما شئتم، لم تعد عداوةً مع الله، بل تطبيقًا لتعاليمه السماوية التي لا تفرق بين أناسيٍّ خَلَقَتهم إرادتُه المطلقة قبائلَ وشعوبًا، وجعلتهم كلَّهم سواسيةً قُدَّامَه، وتركت لسلطانه العلويِّ أن يحكم بينهم “يوم القيامة فيما هم فيه يختلفون”. ومن ناحية أخرى، إنَّ طروحاتِ الإمام حول المواطنة شذّبَت هذه النظرية من الأبعاد الإيديولوجية التي قامت عليها الأحزاب العلمانية، بحيث أصبح ممكنًا اعتناقُها من غير اضطرارٍ إلى التنصل من الإيمان الديني، أو استبداله بمعتقدٍ آخرَ سياسيٍّ أو فلسفي. قلت إن بغيتي أن أقف عند أفعال الإمام لا أقواله، وتحديدًا عند الوسيلةِ التي اختطَّها للجهرِ بندائه الجليل. فإنه، وهو السيد ابنُ بنتِ الرسولِ الواضعُ العِمامةَ السوداءَ لواءَ أرومةٍ كربلائية ناصعة، من أجل أن يصلَ صوتُه إلى المسامعِ والقلوب، خرجَ من ذاتِه، فعلَ الحسينِ جدِّه من سالفِ كوفة، وانطلقَ إلى الناسِ أجمعين على امتداد الوطن، لا ليبشِّرَهم بمذهبٍ أو بمدرسةٍ في الفقه، أو ليُفاضلَ بين إيمانٍ وإيمانٍ وإنسانٍ وإنسان، بل ليقيم أَوَدَ القيَمِ الوطنية المعوجّةِ من استشراء النعرات الطائفية فيها وغياب التنمية العادلة عنها، ولكي يقولَ لكلِّ امرئٍ أيًّا كانت طائفتُه ومنطقتُه: ها أنا ذا خرجْتُ مني إليك، فدعني أدخل في فضاءِ نفسِكَ لأراني فيها، وتعالَ أنت اخرجُ منكَ وادخلْ نفسي تجدْكَ هناك. فعلٌ غدَت أصداؤه أيقوناتِ كنائس، وخشوعَ تلاوات، ونشائد إنسانيةً تترنَّم بها الهياكلُ والمحاريب”.

وقال: “أن تخرجَ من نفسِك لتراك في الآخر، وتدعوَه إليكَ ليجد نفسَه فيك، فعلٌ أفصحُ من كلِّ مقولات اللقاء وقصائده العصماء؛ إنه عيشُ المعيةِ الذي به صار الإمام المغيّبُ نزيل مناطقَ لبنانيةٍ لم تألف زِيَّه زمانًا طويلًا، وأحَلَّه واعظًا في كنيسة وخطيبًا على منبر دير، وقدوةً في أعمالٍ بسيطةٍ ظاهريًّا، لكنها أثَّثَتْ منازلَ قربى استراحَ مدةً ما، على وثيرِ مقاعدِها الوطن. وما كان ذلك ليتمَّ لولا فعلُ الخروج الذي أتاه تجاه الآخر، لا ليقبلَه فقط بل ليحتضنَه ويجدَ نفسَه فيه، خروجًا عبرت عنه الممارساتُ قبل الخطب، والمواقف قبل المواعظ، واليوميات قبل النظريات، حتى إنَّ أحدًا لو شاءَ أن يعدِّدَ مآثرَه في هذا الميدانِ لغُصَّ قلمُه بمسيلِ حبرِ الحكايات. وكانت آيةُ المعيةِ عنده أن الحقَّ لا يُحتكَر، وأن المواطنَ لا يكتملُ إلا بأخيه. فكلُّنا خطّاؤون وخيرُنا التوّابون الذين إذا جرحَ المعيةَ منهم فردٌ أو جماعةٌ، ضمَّدوها بفعلٍ جميل، كأكل “البوظة” علنًا أمام حانوت، أو كزيارة بلدةٍ قصيةٍ بقاعُها، أو بيئةٍ تقاليدُها تختلف؛ ولعلَّ هذه الحركيّةَ باتجاه المناطق الموصوفةِ بالأخرى، وباتجاه ناسِها الأغيار، كانت واحدةً من أهم الأسباب التي حملت الاستبداد على تغييبه قسرًا مع رفاقه، كي تستمرَّ الحربُ بعد ذاك اثنتَي عشرة سنةً، وتستمرَّ مفاعيلُها في بعض النفوسِ، إلى يومِنا هذا الذي نرى فيه جماعاتِنا تدَّعي كلٌّ العصمةَ لخطابها، ولا تقبلُ في أدائِها السياسيِّ بأقلَّ من جذبِ الآخرين إلى فُسْطاطِها”.

أضاف: “في الموروث الفلسفي الإغريقي، أن رجلًا اسمه دِيوجانّس، (Diogénes) شهد له الشّهرستانيُّ صاحبُ الملل والنّحَلِ بالحكمة والفضل، كان يخرجُ من آنيةٍ خزفيةٍ اتخذها له منزلًا، ويحملُ مصباحَه مضيئًا في رائعة النهار ويمشي، فإذا سأله أحدُهم: لماذا وإلى أين؟ أجاب: أفتِّشَ عن الإنسان. لا أعرف كيف نصبتْ حكايةُ هذا الفيلسوف حاجزًا لها عند مفترق السطر الأخير من صفحتي عن الإمام الصدر. قد يكون ذلك لِتَشابُهِ فعلِ الخروج عندهما من أجل التفتيش عن الإنسان في الإنسان، أو لأنَّ عِمامة السيد مضيئةٌ كمصباح، بل كنهار، بل كعينَيْه الزرقاوَيْن وابتسامتِه الخضراء؟ كلُّ ما أعرفُ أنَّ لبنانَ بعدَ تغييبِه، عاد إلى خزفيَّتِه الاجتماعية، فهو قابعٌ في إناءٍ معطوبٍ قابلٍ للكسرِ كلما هبَّت عليه ريح، لولا أن جبلَ عاملةَ واقفٌ رصدًا لكلِّ ريحٍ عدوةٍ تعصِفُ من صوبِ جنوبِ الجنوب.

ألفا

ثم كانت كلمة لألفا قال فيها: “السلامُ عليكُم ورحَمةُ اللهِ وبَرَكاتُه دونَما خِشيَةٍ أن يُصَنَّفَ إلقاءُ السلامِ على هذا النّحوِ قلَّةَ احترازٍ في تحيّةِ مَسيحيٍّ يتوجّهُ فيها إلى نُخبَةٍ مختلَطَةٍ من مسيحيين ومسلِمين متنَوِّرين. ومَن أدرَى من النخبةِ شَرواكُم المُتقِنَةِ آدابَ التّخاطبِ في استِهلالِ المبتَدِئِ تحيَّتَهُ بعبارةِ ” السَّلامُ عليكم” ومبادرَةِ المُتلقّي بالقولِ في معرِضِ الرَدِّ عليها “وعليكُمُ السلام” لا عَكسَ ذلك لا سمَحَ الله حيثُ مِن المَكروهِ أن يُبادرَ المبتَدِئُ بِ ” عليكم السَّلام” لأنه إذا استُهِلَّ بها تستَحيلُ كما تعلَمونَ إلى تحيَّةِ المَوتى ولا مَوتَى في حياةِ ناديكُم إلا الجهالَةَ وأخَواتِها بإذنِ الله. أمّا الشُّكرُ فنخُصُّ بِه نادي الشّقيف الشريانُ الوَتينُ الأيسَرُ لقلبِ جَبَلِ عامِل الذي يشحَذُ كلَّ يَوم منذُ مِئاتِ السّنين نَصلَ أدهَم خَنجَر وصادِق حَمزَة يتناسَلان جيلًا بَعدَ جيل في أفواجِ مُقاوِمين جزَّ رِقابَهُم أحمَد باشا الجَزّار فأَتَى تَوصيفُ إجرامِهِ وإفسادِهِ على النّحوِ الذي أُنزِلَت فيها الآيَةُ الكَريمَةُ ” وإذا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيَهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ” ولَكِن في المعرَكةِ الفاصِلَةِ بينَ الرَّشقِ والعِشق وبينَ المَوتِ والصَّوت، كانَ عشقُ الإمامِ الصّدرِ للحريَّة أقوى من الجزّار وكانَ نسلُهُ الكاظميُّ حِرصًا على أُمَّة وغَرسًا لِهِمَّة غيَّرَتْ وجهَ التاريخ.

أضاف: “ولا أراني اليَومَ في حضرَةِ الصفوَةِ إلا مُخاطِبًا عَبرَكُم سماحَة الإمام متوسِّلًا غيبَتَهُ حتّى إيابِها ومتسوِّلًا حفنةَ تَضرُّعاتٍ علَّها تشقُّ حُجُبَ التنهُّدات وكأنَّها مليارُ فاتِحَةٍ عندَ صلاةِ الفَجر ومليارُ قربانَةٍ فوقَ مِليارِ مذبَحِ كَنيسَةٍ كبّوشيّةٍ تتآلَفُ حشرَجاتُ حنينِها مع هدأةِ الإمام وتتشارَكُ في دُعاءٍ إلى حَنانِ ربِّ الأكوانِ ليُثلُجَ لَهيبَ الوَجدِ ويزرعَ في صَحاري انتظاراتِنا نَخيلَ رَجاء فَدَعنا ربّي وإلهي نتأمَّلُ وسطَ باديَةِ اللهفَةِ إلى المَحبوب في العَوسَجَةِ التي تملئ دموعَنا شَوكاً وشَوقاً، دَعنا نتحسَّسُ في وخزِ حُبَيباتِها الحَمراء خَرَزَ اللؤلؤِ في العَقيق. أمّا بَعدُ فَمَن ليسَ لديهِ نفسٌ تَوّاقَةٌ لنوافِذَ حَضاريَّةٍ لِوَطَنٍ واحِدٍ تعرِّضُنا لضوئِها وهوائِها تيمُّنًا بقول الرّسولِ الأكرَمِ ” إنَّ لربِّكُم في أيامِ دهرِكم نفَحات، فتعرَّضوا لها، لعله أن يصيبَكُم نفحةٌ منها فلا تشقَون بعدها أبدًا “.

وتابع: “ضَوءُ وهواءُ نوافِذِ الوَطَن تشعٌّ من عَينَينِ وَهّاجَتَينِ وقامَةٍ منتَصِبَة كألِفٍ باسِقَةٍ وسط مفرَدَةِ ” كرامَة ” اتَّكأتْ على مِرفَقي عِظاتِ الإمام حتّى صارَت متَّكأً للأجيال من جبل عامل إلى كربلاء ومن مَخالِبِ مارون الراس إلى أسوارِ القدسِ القديمَة. وكأني بالإمامِ الصّدر من مكان تغييبهِ يغنّي معنا من هنا من هذه المنطقة الأبيَّة قصيدَةَ سميح القاسِم .. تقدَّموا! كلُّ سماءٍ فوقكُم جهنَّمُ وكلُّ أرضٍ تَحتَكُمْ جُهنَّمُ. تقدَّموا. يموتُ منّا الطفلُ والشيخُ ولا يستسلمُ. تسقطُ الأمُّ على أبنائِها القتلى ولا تستسلِمُ. لن تَكِسروا أعماقَنا. لن تهزِموا أشواقَنا. نحن القضاءُ المُبرَمُ. تقدَّموا تقدَّموا.

أما أنتَ يا سيِّدي ومَولاي فاُخاطِبُ أربَعًا وَتِسعينَ مِن أعوامِك. جَليلًا بَعَينَينِ خَضراوَين. أخالُكَ سيِّدي الإمام منتَصِبَ القامَة. إن كنتَ في حيِّزٍ فسيح حيثُ تُحجَبُ عَنّا فَما أضيَقَ الأمكِنَةَ في غِيابِك. وإن كنتَ في حيِّزٍ ضيِّق فَما أفسَحَ السّجونَ الضيِّقَةَ وَأنتَ تجتازُها بِنعلَيك ذهابًا عَلى وقعِ الفاتِحَة وإيابًا على وَقعِ طِلبَة مَريَم. الكِبارُ سيِّدي الإمام نِعالُهُم أغلَى مِن ألف بئرِ نَفط. إزارُهُم أغلَى مِن مليونِ أريكَةِ منسَف. عَمامَتُهُم مجدولَةٌ مِن خيطانِ القَمَر وهدأةِ الليل ومنسولَةٌ مِن أكفانِ شُهَداء جَبَلِ عامِل. كلّ خَيطٍ فيها يقول: يا لَيتَني خيطٌ فِي كَفنِ شَهيد!”.

وقال: “أسمَعُ الإمامَ الصّدر يحذِّرُنا أن في ساحاتِنا غولٌ جائع. خَرَجَ من أدغال دولةٍ إفتراضية ومنتحلةِ صفة. غولٌ يغنّي معنا في الساحات ويرقص إلى جانبِنا في الأفراحِ والأتراح. يُنَبِّهُنا الإمامُ أن إلتَفِتوا إليه في أوقات الإستراحة ترَونه لا يبارحُ النّعرات. الغولُ يبحثُ عن فريسة. التَهَمَ معروفًا في العام أعوامًا ثلاثةً قبلَ تَغييبي. قتله صيادو السلم الأهلي وسط تظاهرة الأسماك المنحولة. أنصُتوا للصّدرِ يقول ابتعدوا عن الغول. دعوه يعربِدُ وحيداً. لا ترقصوا معه. إقتفوا أثره بعد انفضاض الشّمل عندما يحطّ الحفل أوزاره. سترونه يدورُ في بلداتكم يفتّش عن أي بوسطة مستعملة. سيختارُ ضحاياه من ساحاتكم. نعم سيصطادُنا من شوارعنا الطائفيَّة وقد تناطَحَت كما رؤوسُ التيوس وتصارعت كما صراعُ الديوك. شارعٌ للمعارضة وشارعٌ للموالاة. شارعٌ لِغسيلِ المُخّْ بمساحيق إسرائيليَّة وآخَر لنشر الغسيل بمساحيق أحقادِنا”.

وأردف: “حراكُنا يعجُّ بالثوّار نسخَة لقيطَة أيها السّادة. قبَّعَةٌ ترفَعُ لأضرِحَة النسخة الأصليَّة . منذ أربعٍ وأربعين سنة نمنا على تغييبِ عمامَة. ما لبثنا أن استَفَقنا بعدَها على جمهوريَّة نصفُ مُدُنِها سَمّيناها عين الرمّانة. لم يعد ينقص بعد كلِّ ما أنجزهُ الطائفيون الحاقدون من شعارات وما ألّفوه من أغانٍ سوى طابور. نصفُ طابور أو ربعُ طابور كفيل بتحويلنا إلى رماد من جديد. يجَلجِلُ صوتُ الإمامِ الصَّدر في أعماقِنا. حذارِ الفَوضى التي لا يمكن إتهامُ أحد بها. ضحاياها يسقطون فيحصلون على إدانة علنية مصحوبةً بتجهيل الفاعل. حربٌ من دون عدو مُعلن. فقط عِداؤنا بعضنا لبعض وسط تهكّمِ بِن غوريون.

أخشى أيها الحفلُ الكريم من غضبِةِ الإمامِ علينا إذا لم نعد بِحاجةٍ بعد اليوم إلى خطر إسرائيلي فيكون الخطرُ مِنّا وفينا. من ليبيا يصرخُ الصّدرُ فينا: لا تنتِجوا تدميرَكُمُ الذاتيَّ بأسلحةٍ محلية. أوصِدوا أبوابَ تآكُلِكُم. نعم. أغلِقوا أبواب الإحتِراب وافتَحوا نوافِذَ الحضارةِ كما علّمتُكُم. أسِّسوا لوفاقِكُم قبلَ أن تُستَدعوا كالخِرفانِ إلى مؤتمراتَ غريبَة برعايةِ الصحاري القريبة والبعيدة.

أُخرجُوا إلى وطنٍ جديد يليقُ بالشهداء. لقد دخلتُم اليوم حشرجات الولادة. ولادَة المخاض الصعب. رَجاءً توقّفوا عن تصوير ما يحدث على أنه حرب يافطات. إنها حرب أحشاء. لا تَتقمَّصوا أداءَ أَهْلِ الكهف. إذا تلهّيتُمُ اليوم بإسقاط وطن المقاومة فأي وطنِ بلون الفحم ستَرِثون؟ أيها المنشِدون أناشيد الأُمَمِ الغريبة، عند أوّل جثمان ستكتشفُون أنكم وقودٌ لثورة لا تشبِهُ لبنانَكُم. لا تكونوا شعبًا ماضغًا. تعلكون التاريخ فَيهضِمَكُم. حياةُ بعضِكُم استحالَت آلاتٍ ناسخةً للحقد الطائفي. أوَّلُ “قبّولة ” ستعيدُكُم إلى معزوفة أحمد ومارون ومعن وبشارة. أهذا كل ما أتقَنتموه؟ ركوبُ ثورةٍ كلَّ ثلاثينَ سنة ؟ تظنّونَ أنَّكُم ركّابُها. في الحقيقة هي التي تركَبُكُم. يتنهّدُ الإمامُ الصّدر قبل أن يُنهي: أنا الصّدرُ الممتلِئُ شرفًا وفضيلَةً لا أحتاجُ إلى وسامٍ يتلألأُ فَوقي. هُطولُ الرَّزايا ندى فوق عَمامَتي وكلُّ نُدوبي فدا لبنان. أضمُّ إلى صَدري شلوحَ أرزَتِه ونسائمُ جبل عامِل في خافِقي لا تَغيب. لا أعتكفُ عن جناحَي لبنان. أرتِّلُ من أصغَرِ كنيسَةٍ في أبعَدِ دسكَرَة ” إليكِ الوردُ يا مريَم يهدَى مِن أيادينا “. لا أعترفُ بإسرائيل. لا تعرقُ جبهَتي من حبِّ الحسين. لا ترتعدُ مفاصِلي في السّيرِ على طريقِ المقاومة. تُذبَحُ الحروفُ على ثَغري فلا أنحَرِف. إمنَعوا النورَ عَن عَيني لا أعترِف. إحفظوا هذه الكلمات يبقى لكم لبنان”.

وقال: “شيءٌ من عباءةِ الإمام الصَّدر يدخل في علم لبنان. نقّبوا عن نوع القماش ترونه متطابقًا. يلالي ليُدخِلَ كل ألوان قوس قزح الطوائف لكنه لا يلالي لإدخال الفتنة. عباءة هي زي التعددية لا قطب مخفية فيها. مدروزة بالحوار مبطنة بالسلم الأهلي. غُيِّبَ الأمام الصدر لأنه كان ممنوعًا علينا ان نكون لبنانيين. ان تكون لبنانيًا بحضور الإمام هو ان تكون مثله بنفس مواصفات عباءته. ان تمون لبنانيًا بتغييبه هو ان تتعرى أمام دور أزياء الامم الغريبة. تلبسُ خارج قياسك وتضرب بسيف من يطعمُك! قررنا في انتظار عودته ان نرتدي عباءته!”.

الشعار

ثم ألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها : “الهبية محض عطاء وفضل من البارىء الذي خلق فسوى وقدر فهدى والمرجعية جهد وعقل وقلت وبصيره والإمامة قدوة واتباع والتزام وانتـساب ، أما الصدرية في الحماية .. والدفاع ، والوقاية .. والأمان والسماحة هي السجايا والمكارم والقيم والألفة .. والسكينة.. والاطمئنان، وسماحة الإمام المعبب رد الله غيبته والمحتفى اليوم بمرور44 عاما على غيبته وهو الحاضر دوما”.

أضاف: “كان الامام المغيب سمحا لين الجانب ، قريبا من الناس بل من كل احد كان يبدأ الناس بالتحية والسلام والمصافحة والسؤال عنهم وعند أهليهم كان ألفا مألوفاً يتمنى المحبوب لقاءه والقرب منه بسط بساط هيبته على مساحة الوطن ولست مبالغاً اعتبره اللبنانيون بمجموعهم مفتاح الخبر لثورة أحبت الجنوب وأهله ومركب المحرومين والمهمشين من كل الطوائف، والمناطق وأصبح سمامة الإمام المغيب رمزا وقائدا لكل اولئك الذي ينشدون المساواة والعدالة والحياة الكريمة، وقبلها المواطنة”.

وقال: “ما أحوج وطننا إلى ثورة رشيده يتقدمها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم أكبر من الوزارة والنيابة والرئاسة لأنهم رجال حملوا تطوعاً هم الناس وقضاياهم لا يريدون مركزا ولا مالا ولا صدارة ولا نيابة، إن الوطن بحاجة شديدة وملحة إلى ثورة تغيرية لا تحركها الأيادي المشبوهه او حيتان المال أو الروموت كونترول، ان ثورة المحرومين والجياع وضياع الأموال والحقوق تحتاج إلى قيارة صدرية اذا غضبت غضب معها الوطن واذا تحركت اهتزت لحركتها كراسي الحكم وقصور الرؤوساء وشعروا بالخطر يتهدد وجودهم وكراسيهم ومصالحهم”.

وتابع: “ان ثورة ال17 من تشرين رغم مشروعيتها ونبل اهدافها ومقاصدها الا ان كثيرا من الممارسات كانت غربية عن أدبياتنا، وقيمنا وأخلاقنا ولقد شابها الكثير من الرضى المؤلم والمؤسف ولولا ذلك لكانت نتيجة التغيير في الانتخابات متقدمة ومرضية أكثر من الذي حدث”، مضيفا ان “قضية التغيير في الوطن والمجتمع والدوله تحتاج الى قيادات عملاقة وموثوقة ذات تاريخ مشرف وعقل مستنير وفكر انساني وقيمي متحضر يحسن التعايش مع الاخرين حقيقة لا قولا ولا ادعاء”.

وختم : “في الحديث عن المرجعية لبعض الوقت أن أتحدث عن العقل والقلب والبصيرة رغم أن العقل يوصلة رحلة الحياة والمسؤوليةمعا وكلما اتسمت المدارك العقلية وتفتحت المنافذ التفكيرية كما انعكس ذلك إيجاباً على المرجعية وحضوراً يستوعب الحدث ومقدماته بل أسبابه ومآلاته وكم كان بودي ان استعرض محطات الإمام المغيب ولو في زياراته المتكررة الى طرابلس والشمال وكيف كان يستضاف ويبدأ كلامه وحديثه كما حضرت لهم إلى طرابلس أشعر كم يشعر الطير عندما يعود إلى سربه”.

وكانت كلمة ترحيب من رئيس نادي الشقيف المحامي سميرفياض اعتبر فيها ان هذه الندوة تأتي في ذكرى تغيبب الامام الصدر ، الرافض للحرمان والتمايز الفئوي والديني والمناطقي والصراع الطائفي ، الداعي دائما الى الكلمة السواء بين الجميع من اجل ارساء الوحدة الوطنية والعيش المشترك باعتبار ان الطوائف نعمة والطائفية نقمة .