المرتضى من اليسوعية: مؤمنون بانتصارنا القريب على ازماتنا لأننا شعب لم تغلبه نكبة ولا استقر على أرضه عدو

المرتضى من اليسوعية: مؤمنون بانتصارنا القريب على ازماتنا لأننا شعب لم تغلبه نكبة ولا استقر على أرضه عدو

شدد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى على ان “اللبنانيين فخورون بان يكون وطنهم ملتقى التعدد الجامع، والوحدة المتفتحة على الديانات والأفكار والفلسفات وطرائق العيش”.

أضاف:” نحن نفتخر بهذا الدور اللبناني الذي نريد له أن يبقى ويستمر، على الرغم من الأوضاع القاسية التي نمر فيها. إننا مؤمنون بانتصارنا القريب عليها، لأننا شعب تعرض لأشد منها في مسار وجوده، فلم تغلبه نكبة ولا خضع لظلم ولا استقر على أرضه عدوان”.

كلام الوزير المرتضى جاء خلال كلمة له في حفل موسيقي نظمته سفارة كوريا على مسرح كلية العلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف وفي حضور السفير ايل بارك ، رئيس الجامعة الأب سليم دكاش ، وحشد من الشخصيات والفاعليات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية .

وقال وزير الثقافة :”جامعةُ القديس يوسف، الشجرة الغربية الجذور التي ارتفعت في منبت لبناني على ساحل هذا الشرق الممتد من بحره المتوسط حتى أقاصيه، عند كوريا وجزائر اليابان على المحيط الهادئ، ها هي اليوم تستضيفُنا كلنا إلى احتفال موسيقي راقٍ، بدعوة من سعادة سفير دولة كوريا، وفي هذا معانٍ كثيرة يجدر التوقف عندها. أولها أن لبنان هو بحق نقطة التقاء الشرق والغرب، لا بالمفهوم الجغرافي فحسب، بل من حيث البعد الحضاري الذي اختزنَه تاريخنا الطويل. فعلى هذه البقعة من العالم تجمعت الحضارات المختلفة الآتيةُ من جميع أصقاع الأرض، ومكّنَت لهذا البلد أن يكون ملتقى التعدد الجامع، والوحدةِ المتفتِّحة على الديانات والأفكار والفلسفات وطرائق العيش. ونحن نفتخرُ بهذا الدور اللبنانيّ الذي نريد له أن يبقى ويستمرّ، على الرغم من الأوضاع القاسية التي نمر بها، فإننا مؤمنون بانتصارِنا القريب عليها، لأننا شعبٌ تعرَّضَ لأشدَّ منها في مسار وجوده، فلم تغلِبْه نكبة ولا خضعَ لظلمٍ ولا استقرّ على أرضه عدوان.”

تابع:”أما المعنى الثاني الذي نستنتجه من هذا الاحتفال فهو تأكيدُ المقولة الشهيرة أن الموسيقى لغة كونية يفهمها الناس باختلافِ ألسنتِهم، وتفهمها الطبيعة باختلاف عناصرها. ولعلّي لا أبالغ إن قلت إنها معيار الرقيّ الثقافي لدى كل الشعوب، حتى تلك التي تقع في أزمات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فإنَ الدولَ تحافظُ على دورِها الحضاريّ عندما تحافظُ على نشاطِها الثقاقي وفي طليعته الموسيقى. من هنا بادرنا في وزارة الثقافة إلى تفعيل الكونسرفاتوار الوطني، وإلى رعاية النشاطات الموسيقية على امتداد الوطن، لتظلَّ الموسيقى إحدى العلامات الفارقة في هيكل الثقافة اللبنانية، كما كانت منذ مطالع القرن العشرين. أما المعنى الثالث الذي أود الإشارة إليه في هذه العشية، فنابع من الاهتمام الذي تبديه دولة كوريا الصديقة وسفارتها وسفيرها بالبعد الثقافي في علاقات الشعبين الكوري واللبناني. إن هذا الاهتمام يبيّن ثقة الدولتين والشعبين بأن الفنون تجمعُ حين تفرِّقُ السياسة، وأن الثقافة تصدحُ بالسلام حين تجلجلُ المصالح بالحروب، لأن الثقافة تعاطٍ مع الرِّفعةِ والنبل، ومع الروح التي تحيي، لا مع المادة التي يتنازعُ على مواردِها البشر.”

وختم :”يبقى أن أشكر هذا الصرح العريق الذي منذ العام 1875 ما برح شاهدا متجددا بل صانعا مستداما للفكر والثقافة في لبنان، أو على الأصح ما برح صانعا للإنسان الحق المسكون بالقيم”.