المطران ابراهيم في عيد القديسين بطرس وبولس : انتم مدعوون اليوم الى زعامة جديدة
المطران ابراهيم في عيد القديسين بطرس وبولس :
انتم مدعوون اليوم الى زعامة جديدة .
دعا رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم المؤمنين الى ” زعامة جديدة: زعامة الخدمة، زعامة المحبة، زعامة العطاء، زعامة الجرأة، زعامة الشهادة. تعبنا من الزعماء الذين فهموا الزعامة خطأ، ولا يستحقون ان يحملوا لقب بطرس وبولس زعيمي الكنيسة، ليس لأننا نحن نحكم عليهم وعلى اداءهم، لكن هم جلبوا هذا القضاء الى انفسهم من خلال انانيتهم وكل ما قاموا به بعكس ما هو مطلوب منهم.”
كلام المطران ابراهيم جاء خلال ترؤسه صلاة الغروب وتبريك القرابين في كنيسة القديسين بطرس وبولس في كسارة، عشية العيد، بمشاركة الأرشمندريت عبدالله عاصي كاهن الرعية والأرشمندريت عبدالله حميدية والأب شربل راشد وحضور جمهور كبير من المؤمنين.
وكانت للأرشمندريت عاصي كلمة رحّب فيها بالمطران ابراهيم في زيارته الثانية الى الكنيسة وتحدث عن اهمية الخطوة التي قام بها سيادته بالعودة الى لبنان في هذه الظروف الصعبة.
وكانت كلمة للمطران ابراهيم قال فيها :
” اتوجه بالمعايدة من كل الذين يحتفلون بعيد القديسين بطرس وبولس وخاصة الأرشمندريت عبدالله عاصي، الأرشمندريت عبدالله جميدية والأب شربل راشد وكل هذه الوجوه المشرقة المشاركة معنا في الصلاة.
في هذا العيد العظيم رتّلنا ترتيلة من أقدم الصلوات المسيحية على الإطلاق وقلنا فيها :
” أيها النور البهي نور المجد المقدّس، مجد الآب الذي لا يموت السماوي القدوس المغبوط يا يسوع المسيح.” في هذه الصلاة يناجي المسيحيون السيد المسيح في زمن صعب وخصوصاً في زمن الإضطهادات وفي زمن الحياة تحت الأرض في السراديب حيث لم يكونوا يعرفوا وقت شروق الشمس ولا الغروب ويقولون ” اذ قد بلغنا غروب الشمس ونظرنا نور المساء” ونور المساء هو يسوع المسيح. كلما اظلمت الدنيا علينا سيشرق نور المساء الذي هو ” الله الآب والإبن والروح القدس. انه يحق في كل الأوقات ان يسبّح بأصوات بارّة” .
وترددت هذه الصلاة عبر الأجيال. المسيحيون الذين عاشوا ليس بالضرورة في سراديب من صنع البشر لكن في سراديب الروح التي تغمرها أحياناً الظلمة في الظروف الصعبة التي يرمى المسيحيون فيها مرة بعد مرة وكأن ارادة المسيحيين بأن يعيشوا بكرامة تعلّمهم دائماً الدرس الأساسي والجوهري بأن كرامة المسيحي قائمة في ايمانه وفي لقياه المسيح في داخله وعقله وفي قلبه، لذلك لا يمكن للمسيحي أن يضطهد اذا كان هو ابن الحرّية التي اعطانا ايها الله والتي لا يستطيع انسان أن يسلبنا اياها.”
وأضاف ” الأسبوع الماضي كنا في روما حيث انعقد السينودس المقدس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المدينة الخالدة، مدينة بطرس وبولس بإمتياز، حيث قدموا حياتهم شهادة للمسيح: أحدهم بالصلب المعاكس، اي الرأس الى أسفل، والآخر بقطع الرأس( القديس بولس).
هذان الزعيمان العظيمان، عاموديّ الكنيسة، ماذا نتعلم من مثَلَهم اليوم؟
اصبح لدينا حساسية على كلمة زعامة وزعيم، لكن في الكنيسة هناك زعامة من نوع آخر، هناك زعامة بطرس وزعامة بولس، هذه الزعامة التي نحتاج اليها اليوم، زعامة الشهادة والتبشير، زهامة العطاء وزعامة محبة المسيح ومن خلاله محبة كل انسان في الخدمة.
بولس بنوع خاص زار بلادنا وتنقل بين صيدا وصور وبيروت وجبيل وانطلق في رحلات متعددة في البحر وتعرّض للمخاطر من أجل التبشير بإسم يسوع المسيح. وبطرس الصخرة التي بنى عليها يسوع كنيسته.
الزعيم هو صخرة، الزعيم انسان مناضل ومبشّر، الزعيم يهوى المخاطر من أجل شعبه ومن أجل محبة الله، لا يهرب منها بالعكس يهرب نحوها ويتحمّلها بصبر ويعيشها بـ “شفافية”، هذا العنوان الذي لي الشرف أن آخذه عنواناً لأسقفيتي. الشفافية في كل شيء اذا ليس هناك في المسيحية ما يسمى ” تحت الطاولة ” وخصوصاً لدى الرعاة والكهنة، على من تخبئ وانت تؤمن ان الرب يراك في كل لحظة، وعن من تخبئ عن اولادك وأحباءك، عن الذين تبغي ان تقودهم نحو المسيح بكل قدرتك وكل قلبك وعقلك بالمحبة والخدمة؟ الشفافية هي أحد العناوين الإنجيلية الرئيسية، يسوع قال ليس هناك سراج يوضع تحت المكيال، كل شيء عند الله معلوم ومعروف، ونحن ابناء الله،لذلك علينا أن نقود شعبنا بروحية بطرس وبولس وجرأتهم، بمحبتهم الكبيرة، بتبشيرهم الذي لم يعرف حدوداً، بعطائهم المميز حتى اعطاء الذات. كانوا على مثال المسيح في كل شيء وماتوا على مثاله في العطاء والتضحية كي يستحقوا أن يكونوا بعضاً من مجده في قيامته.
استغل هذه المناسبة لأقول انها زيارتي الثانية اليكم ورأيت الكنيسة ممتلئة بالنفوس الطيبة والوجوه المشرقة، وهذا بالتأكيد نتيجة تعب وعمل الأب عبدالله عاصي الجذّاب. “
وختم المطران ابراهيم ” انتم مدعوون اليوم الى زعامة جديدة: زعامة الخدمة، زعامة المحبة، زعامة العطاء، زعامة الجرأة، زعامة الشهادة. تعبنا من الزعماء الذين فهموا الزعامة خطأ، ولا يستحقون ان يحملوا لقب بطرس وبولس زعيمي الكنيسة، ليس لأننا نحن نحكم عليهم وعلى اداءهم، لكن هم جلبوا هذا القضاء الى انفسهم من خلال انانيتهم وكل ما قاموا به بعكس ما هو مطلوب منهم. الأنانية والتكبّر والكبرياء، الإبتعاد عن محبة الناس والتفكير فقط بالمزرعة التي يريدون الإستمتاع بها، وتبعد عن افكارهم فكرة الوطن والمواطنة الصحيحة والحقيقية.
نطلب من القديسين بطرس وبولس ان يباركا هذه الرعية وخادمها الأب عبدالله وكل من يتعب ويقدم الخدم. وكل من يسعى الى زعامة بطرس وبولس في الخدمة والعطاء والشهادة، آمين”
وفي ختام الصلاة بارك المطران ابراهيم القرابين وانتقل بعدها الجميع الى حديقة الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.