في اليوم الثاني من الجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الحضور المسيحيّ في المنطقة مهدّد بالخطر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رؤساء كنائس الشرق: الأخوة المسيحيّين في جميع الدول العربيّة هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي
يواصل مجلس كنائس الشرق الأوسط أعمال جمعيّته العامة الثانية عشرة اليوم الثلاثاء 17 أيّار/ مايو 2022 تحت شعار “تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!” (متّى 14: 27) وذلك في مركز لوغوس البابويّ في وادي النطرون في مصر، بضيافة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة. تباحث المشاركون في اليوم الثّاني حول واقع الحضور المسيحيّ في الشرق الأوسط وأبرز المخاطر التي تتهدّد وجودهم مشدّدين على أهميّة دورهم في المنطقة.
تكلّل اليوم الثاني باستقبال السيّد رئيس الجمهوريّة المصريّة عبد الفتاح السيسي بقصر الإتحادية رؤساء كنائس الشرق الأوسط المشاركين في الجمعيّة العامة. وبحسب ما صرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهوريّة فإنّ السيّد الرئيس رحّب بالسادة الحضور في ضوء انعقاد الجمعية العامة لأول مرّة في مصر منذ تأسيس المجلس عام 1974، مؤكّدًا سيادته أنّ الأخوة المسيحيّين في جميع الدول العربيّة هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي.
وأضاف السيّد الرئيس مشدّدًا أنّ “المواطنة والحقوق المتساوية للجميع هي قيم ثابتة تمثّل نهج الدولة المصريّة تجاه جميع المواطنين، وهو ما ترسّخه الدولة من خلال ممارسات فعليّة وواقعيّة في جميع مناحي الحياة في مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانيّة من السّلام والمحبّة وعدم التميّيز لأي سبب ونشر ثقافة التعدديّة وحريّة الاعتقاد، وفي المقابل مكافحة التعصّب والتشدّد”، مؤكّدًا سيادته أنّ هذا هو التوجّه الاستراتيجي للدولة المصريّة دون ارتباط بفترة زمنيّة محدّدة.
وتابع البيان “بدورهم، أعرب المشاركون في الإجتماع عن سعادتهم بزيارة مصر وتشرّفهم بلقاء السيّد الرئيس، مشيرين إلى مساهماتها القيّمة في تاريخ البشريّة وسعيها لتحقيق السلام، فضلًا عن أهميّة الدور الّذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، ومثمّنين جهودها بقيادة السيّد الرئيس من أجل التوصّل لتسويات للمشاكل الملحّة والمعقّدة الّتي تتعرّض لها المنطقة والّتي تتسبّب في معاناة إنسانيّة كبيرة للبشر، مع التأكيد دعمهم لجهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف، فضلًا عن تحقيق التنمية والبناء والتعمير في مصر والشرق الأوسط بالكامل”.
إلى ذلك ذكّر المتحدّث الرسمي أنّه تمّ خلال اللّقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، خصوصًا ما يتعلّق بجهود دعم الحوار والمواطنة، ونبذ التطرّف والتشدّد في مختلف دول المنطقة.
كما استعرض السيّد الرئيس ما تمّ في مصر من ترميم للعديد من الآثار والمواقع والكنائس المسيحيّة الأثريّة الزاخرة بالمخطوطات والأيقونات التاريخيّة الفريدة، فضلًا عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدّسة، وذلك في إطار الإهتمام بحماية التراث المسيحي المصري.
في اليوم الثاني، شارك ضيوف الجمعيّة العامة، مطارنة على رأس وفود من كنائسهم، أعضاء اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، خبراء وشركاء المجلس بجولة في مركز لوغوس البابويّ ومختلف مؤسّساته حيث تعرّفوا خلالها على تأسيسه ورمزيّته العريقة.
أمّا جلسة اليوم الثاني فترأسها حضرة القسّ الدكتور حبيب بدر، رئيس الإتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان ورئيس المجلس عن العائلة الإنجيليّة، لتًستهلّ بصلاة افتتاحيّة وتأمّل كتابي مع العائلة الإنجيليّة. بعدها تمّ التأكد من النصاب القانونيّ وترشيح اللّجان وتحديد أوراق الإعتماد، الترشيح، الإدارة، والصّياغة.
من ثمّ عُقدت جلسة عامّة حول موضوع الجمعيّة “تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!” (متّى 14: 27)، قدّم خلالها حضرة الدكتور القسّ أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيليّة في مصر، محاضرة لاهوتيّة مُفعمة بالرجاء حول أبعاد الموضوع هذا لا سيّما في ظلّ التحدّيات الّتي يواجهها مسيحيّو المنطقة.
كما وجّه السيّد ابراهيم مارون وهو أستاذ الإقتصاد وعلم الإجتماع الإقتصادي والإدارة الماليّة، محاضرة اجتماعيّة، اقتصاديّة وجيوسياسيّة بعنوان “ديموغرافيّة مسيحيّي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بين بداية القرن العشرين والعقد الثاني للقرن الواحد والعشرين”.
في نهاية الجلسة، قدّم الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس درعين تكريميّين للقسّ أندريه زكي والبروفسور ابراهيم مارون كعربون تقدير وشكر على مساهمتهما في أعمال الجمعيّة العامة. تلاها فقرة مناقشة وأسئلة حول ما طرحه كلّ من المتكلّمين.
اختتم اليوم الثاني من الحدث المسكونيّ هذا بصلاة مع العائلة الإنجيليّة، ليتوجّه المشاركون بعدها إلى اجتماعات عائلاتهم الكنسيّة واجتماع اللّجان ولجنة صياغة البيان الختاميّ.