فلسطين: قتل صحفية قناة الجزيرة في الضفة الغربية المحتلة
بروكسيل، 11 أيار/مايو: قتل الجيش الإسرائيلي الصحفية شيرين ابو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، اثناء تغطيتها لاجتياح اسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية صباح اليوم 11 أيار/مايو. ويدين الاتحاد الدولي للصحفيين بقوة هذه الحادثة باعتبارها اخر حلقات القتل المقصود للصحفيين الفلسطينيين ويتعهد باضافة هذه الحادثة إلى الشكوى التي تقدم بها إلى المحكمة الجنائية الدولية والتي تشتمل على اثباتات مفصلة لاستهداف اسرائيل الممنهج للصحفيين الفلسطينيين.
تعتبر الصحفية شيرين ابو عاقلة من اوائل المراسلين الميدانيين الذين عملوا مع قناة الجزيرة، حيث انضمت للعمل معها سنة 1997. وقد قتلت برصاصة وهي في مهمة صحفية لتغطية اجتياحا للجيش الاسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وتم نقلها بعد اصابتها إلى المستشفى، حيث ذكرت الجزيرة نقلا عن وزارة الصحة الفلسطينية انها وصلت المستشفى في حالة حرجة جدا وتوفيت بعد ذلك بوقت قصير.
وقال الجيش الاسرائيلي انها قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين كانوا في اشتباك مع الجنود الاسرائيليين. ولكن وليد العمري، مدير مكتب الجزيرة في رام الله، قال بأنه لم يكن هناك اطلاق نار من مسلحين فلسطينيين عند اصابتها.
وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين “أن جريمة الاحتلال التي استهدفت الزميلة أبو عاقلة هو عمل مقصود ومدبر وعملية اغتيال حقيقية كاملة الأركان.”
كما تم نشر عدد من الشهادات لصحفيين وصحافيات كانوا معها عندما قتلت، وقالوا انهم كانوا يتحركون كمجموعة معا، جميعهم يرتدون زي الصحفيين وعليه علامات واضحة بانهم صحفيون عندما اطلق عليهم قناصة اسرائيليون النار، وكانوا هم المجموعة الوحيدة في الشارع، ولم يكن هناك تبادلا لاطلاق النار حينها.
واظهرت فيديوها للاعتداء، الصحفية ابو عاقلة اثر اصابتها في منطقة الرأس . وبحسب ما ذكرته صحفية الجزيرة نداء ابراهيم: “ما نعرفه في هذه اللحظة هو ان وزارة الصحة الفلسطينية اعلنت وفاتها. حيث كانت شيرين تغطي الاحداث في مدينة جنين وخاصة الاجتياح الاسرائيلي للمدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية عندما تمت اصابتها برصاصة في منطقة الراس. تستطيع ان تتخيل ان هذه صدمة للصحفيين الذي يعملون معها.”
وقالت شبكة الجزيرة في بيانها أن الصحفي علي سمودي ومنتج مع قناة الجزيرة اصيب بمنطقة الظهر برصاصة. وذكرت التقارير ان حالته مستقرة.
وقال جيليس تريندل، مدير عام قناة الجزيرة الانجليزية بان شبكة الجزيرة “مصدومة وحزينة لمقتل شيرين ابو عاقلة وطالب بتحقيق شفاف في مقتلها، وقال: “كصحفيين فإننا سنواصل مسيرتنا، رسالتنا هي ان نواصل التقدم إلى الامام، لن نصمت رغم كل محاولات اسكاتنا. مهمتنا هي ان نواصل اخبار العالم بما يجري، وهذه المهمة هي اهم الآن أكثر من اي وقت مضى.”
وقال انطوني بيلانجي، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: “بينما نواصل متابعة كامل التفاصيل التي تتجلى حول هذه الجريمة الفظيعة، فإن شهادات الصحفيين الذين كانوا معها لحظة قتلها تشير إلى أن هذه كانت عملية استهداف منهجي للصحفية. وهذه حالة اخرى حيث يتعرض صحفيون فلسطينيون يرتدون الزي الصحفي بشكل جلي ورغم ذلك يستهدفون من قبل الجيش الإسرائيلي. لم يكونوا وسط متظاهرين ولم يكونوا مصدر تهديد. لقد تم استهدافهم لمنعهم من أن يكونوا شهودا وان ينقلوا حقيقة ما تقوم به القوات الاسرائيلية في جنين.”
“سنقوم باضافة هذه القضية إلى الشكاية التي تقدمنا بها إلى المحكمة الجنائية الدولية والتي تفصل الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين. وكما نطالب باحقاق العدالة في حالات استهداف القوات الروسية للصحفيين في اوكرانيا، يجب ان نطالب بوضع حد واحقاق العدالة في الاستهداف الاسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين.”