المطران ابراهيم احتفل بعيد القديس جاورجيوس في تربل ودشن مركز القديس يوحنا الحبيب.
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد القديس جاورجيوس في كنيسة القديس جاورجيوس في بلدة تربل التي نظّمت استقبالاً مهيباً لسيادته في زيارته الرسمية الأولى اليها، فازدانت الشوارع باللافتات المرحبة وفرقة من الخيّالة استقبلت سيادته عند مدخل البلدة وسارت امامه الى الكنيسة حيث عزفت فرقة موسيقى الكشاف النشيد الوطني اللبناني ورحبت حركة ميداد والشبيبة بالمطران ابراهيم على طريقتها رافعة الأعلام.
وترأس سيادته القداس الإحتفالي في كنيسة القديس جاورجيوس بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، كاهن الرعية الأب جوني ابو زغيب،الأرشمندريت عبدالله عاصي، الآباء جورج اسكندر وشربل راشد، بحضور كاهن رعية القديسة تقلا المارونية الأب وديع الجردي وجمهور كبير من ابناء البلدة، وخدمت القداس جوقة الرعية بقيادة الشماس جورج فرج.
بعد الإنجيل المقدس كانت للأب ابو زغيب كلمة ترحيب بالمطران ابراهيم قال فيها :
” نجتمعُ اليومَ، والغبطةُ تملأُ القلوبَ لاستقبالِكُمْ أبًا وسيّدًا وراعيًا، وهذهِ نعمةٌ مقدّسةٌ أتحفَنَا بِها اللّهُ، إذ لا تَكْتَمِلُ الكنيسةُ إلّا بوجودِكُمْ على حدِّ قولِ القديسِ أغناطيوس: “حيثُ يكونُ الأسقفُ هناك الكنيسةُ.” فتاريخُ تربلَ، سيدي، يشهدُ لعلاقةٍ مميّزةٍ بينَ الرّعيّةِ وأصحابِ السّيادةِ الّذين توالوا على كرسي الأبرشيّةِ، إذ ْكانَ أهلُ البلدةِ أوفياءَ لإرشاداتِ ولتوجيهاتِ أسيادِ المدينةِ، وكانوا لسيّدةِ النّجاةِ سياجًا فكريًّا ومعنويًّا ومادّيًّا. وأنتمْ، يا سيّدي، على علمٍ وعلى درايةٍ بالطاّقاتِ الموجودةِ في هذه الرّعيّةِ، ممّا يجعلُها مفخرةً للكنيسةِ الرّوميّةِ الملكيّةِ.”
وأضاف ” اليومَ، سَتَفْتَتِحُون صرحًا تربويًّا وروحيًّا وثقافيًّا، مَرْكزَ يوحنّا الحبيبَ، هوَ مركزٌ للقاءِ الشّبيبةِ، ولتنميةِ الأولادِ، ولتمكينِ المرأةِ منْ تمثيلِ دورِها في المجتمعِ، ولإقامةِ الدّوراتِ المهنيّةِ والتّنمويّةِ والتّوعويّةِ، ونحنُ اليومَ في صددِ تأسيسِ هيئةٍ عامّةٍ تضمُّ أعضاءً من هذِهِ البلدةِ، مقيمين ومغتربين، لمواكبةِ تطويرِ المركزِ ليحقّقَ الأهدافَ الإنسانيةَ في هذه البلدةِ وفي هذه المنطقةِ. وأخصُّ بالشّكرِ سيادةَ المطرانِ عصام يوحنا درويش الّذي واكبَ هذا المشروعَ وشجّعَ على تحقيقِ الهدفِ بتوجيهاتِهِ وبرعايتِهِ الأبوية.”
وختم ابو زغيب ” دعائي لَكُمْ يا صاحبَ السّيادةِ بقداسةِ الخدمةِ لسنينَ كثيرة برعاية الأبرشيّة، وبإيصال النّفوسِ الموكلةِ إليكم إلى الخلاص.
وباسم الرّعيّة أقدِّم إِليكم هذه الذّخيرة عربونَ شكرٍ لزيارتكم المباركة إلى بلدة تربل.”
وفي نهاية كلمته قدم ابو زغيب الى المطران ابراهيم انغولبيون لمريم العذراء عربون شكر ومحبة ووفاء.
المطران ابراهيم توجه بكلمته بالمعايدة من جميع الذين يحتفلون بعيد القديس جاورجيوس ويحملون اسمه ويتخذونه شفيعاً لهم وقال :
” المسيح قام … حقاً قام
اشكر الأب جوني على كلمته المعبرة، على التنظيم، على حفاوة الإستقبال مع الشبيبة والأهالي في هذه البلدة العزيزة التي تعكس كل جمال لبنان عبر التاريخ ولغاية اليوم. كل واحد منا مزروع بأرض هذا الوطن من خلال بلدته ومنطقته وأرضه التي اخذ جسمه منها التراب واصبح على ما هو عليه اليوم، نحن جبلة من هذه الأرض التي ولدنا فيها والتي نحبها كما نحب ذواتنا.
جمال لبنان لا يوجد له مثيل في العالم خاصة مع صحوة الربيع وزمن القيامة الحقيقية لأن القيامة ترينا ان القبر ليس بالضرورة حاوٍ للموت لكنه حاوٍ للحياة ايضاً. وهكذا عندما تنام الطبيعة خلال موسم الشتاء نطن انها ماتت لكنها حيّة وتصحو من جديد وتعيش زمن القيامة معنا، هذه طبيعة لبنان الرائعة.
وفي هذه المناسبة ايضاً اتوجه بالمعايدة الى اخوتنا الأرثوذكس الذين يحتفلون اليوم بالجمعة العظيمة، وفي النهاية نحن كنيسة واحدة ونعبد المسيح الواحد الذي مات لأجلنا على الصليب وقام من بين الأموات.”
وأضاف ” اليوم نحتفل بعيد القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس المظفر شفيع رعيتكم، الذي بعمر 23 سنة حزم أمره وواجه الموت من اجل ايمانه. سمعتم في الإنجيل انه سيضطهدونكم، هذا الإضطهاد الذي استمر وما يزال موجوداً وسيستمر ربما على مر الأجيال الى المجيء الثاني لأن لا تلميذ افضل من سيده. نحن تلاميذ المسيح، والمسيح هو مصدر الشهادة على الصليب، والشهداء الذين قدموا دماءهم أخصبوا الكنيسة وأغنوها وجعلوها مكان حياة ومكان شهادة، شهادة الحياة وليس شهادة الموت، نحن نشهد لثقافة الحياة وليس لثقافة الموت، لكن الشهادة لا تكون فقط بأن يقدّم الإنسان دمه وحياته، بل ان يقدم ارادته قبل كل شيء. ليس لكل واحد منا ان يكون له نصيب من الشهادة في الموت ولا تاج الشهداء في السماء، لكن كل واحد منا يستطيع ان يعيش حياة شهادة الإرادة والإيمان، الإرادة بأن يكون دائماً على استعداد للدفاع عن الإيمان كما فعل القديس جاورجيوس، وهو في عمر مبكر استطاع ان يصل الى اعلى المراتب في الجيش الروماني لكن هذا الشيء لم يغره ولم يدفعه الى الغرور، كان سيد التواضع وسيد العطاء المجاني في دفاعه عن ايمانه الى حد الموت.
ونحن اليوم نقول اذا ذهبت كنيستنا لن يبقى لنا شيء، مهما كبرنا نبقى ابناء الكنيسة، وهي التي ضمنا جميعاً حيث نكون كلنا اخوة وأخوات لا يفصل بيننا اي مظاهر ضمن عائلة واحدة.
اذا غيّرنا ذهنيتنا ورأينا ان الكنيسة هي العائلة الواسعة حيث الجميع هم افراد هذه العائلة نصبح نحب بعضنا اكثر ونقبل بعضنا اكثر ونصبح فعلاً كنيسة حيّة تستحق شفاعة قديس عظيم شهيد كالقديس جاورجيوس الذي قدّم دمه لنكون نحن محمييّن ونكون كنيسة واحدة قوية شاهدة وحيّة.”
وتابع ابراهيم ” انا سعيد جداً ان اكون معكم في هذه المسيرة الإيمانية التي تعيشونها في تربل في منازلكم وفي كنيستكم ، وكما قال الأب جوني لدينا آمال أن نبني من اجل شبابنا وأطفالنا ومن اجل احداثنا لكي يكونوا في حضن الكنيسة وخاصة انه في هذه المنطقة وفي هذه الأزمة الإقتصادية التي تعيشها منطقتنا ويعيشها لبنان كثرت الأيادي المبشّرة، البروتستانتية بنوع خاص، لأنهم اعتمدوا على شراء الناس من اجل غاية غير لائقة . علينا المحافظة على انفسنا وعلى اولادنا وعلينا ايضاً تقوية رعايانا ونكون حاضرين معهم وان نساعدهم قدر المستطاع لكي يبقوا في ارضهم ويحبوا الكنيسة ولبنان لأنه البلد الأروع في العالم . اطلب من الأهل بنوع خاص الوقوف الى جانب اولادهم في هذا الزمن الصعب . خلال فترة الصوم رتلنا جميعاً ” ان الله معنا فاعلموا ايها الأمم وانهزموا ” واليوم نرتل ” المسيح قام ” ونحيا في انوار القيامة الأمل الذي لا يزوي والنهار الذي لا يدركه الليل والشمس التي لا تغيب.”
وبعد الكلمات جرى تكريم اعضاء لجنة الوقف السابقة وسلّم المطران ابراهيم دروعاً تكريمية لكل من الياس حاطوم، نقولا ابو خاطر، المرحوم عادل عاصي تسلمت الدرع زوجته، ايلي نصار، ميشال مساعد والخبير المحلف بيار فرج.
وفي نهاية القداس بارك المطران ابراهيم القرابين والخمر والزيت والقمح، وانتقل الجميع الى باحة الكنيسة لتدشين مركز يوحنا الحبيب وهو مركز للقاء الشبيبة ولتنميةِ الأولادِ، وتمكينِ المرأةِ منْ تمثيلِ دورِها في المجتمعِ، ولإقامةِ الدّوراتِ المهنيّةِ والتّنمويّةِ والتّوعويّةِ ، فاقيمت صلاة تبريك المياه ومن ثم جال المطران ابراهيم في ارجاء المركز مباركاً اياه بالماء المقدس.