starlebanon

starlebanon

اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري- المحامي عمر زين (اليوم الدولي على الاستثماري- المحامي عمر زين)

اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري- المحامي عمر زين (اليوم الدولي على الاستثماري- المحامي عمر زين)

اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري: نحو عالم أكثر عدالة ومساواة

بقلم: المحامي عمر زين*

في هذا اليوم الذي يجتمع فيه العالم ليؤكد رفضه لكل أشكال العنصرية والتمييز، لا يمكننا تجاهل واحدة من أبشع صور العنصرية الممنهجة في عصرنا الحديث، وهي السياسات الإسرائيلية الاستعمارية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. فالعنصرية ليست مجرد ممارسات فردية أو سياسات مؤقتة، بل هي منظومة قمعية متجذرة تسعى إلى إقصاء شعب بأكمله، وسلب حقوقه، وطمس هويته، وهو ما يتجسد في الجرائم والانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين.

إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمثل مجرد احتلال عسكري، بل هو نظام فصل عنصري متكامل، يستخدم التشريعات والقوانين والإجراءات لشرعنة التمييز ضد الفلسطينيين. ومن الواضح أن سلطات الاحتلال لا تكتفي باغتصاب الأرض، بل تعمل على تحويل الفلسطينيين إلى سكان من الدرجة الثانية، محرومين من حقوقهم الأساسية في السكن والتنقل والتعليم والصحة، بينما يتمتع المستوطنون بامتيازات واسعة تُفرض بقوة السلاح.

وفي هذا السياق، نرى أن الاحتلال لا يفرق بين طفل وشاب، بين رجل وامرأة، فالقتل العشوائي بدم بارد، والاعتقالات الجماعية، وهدم المنازل، والتهجير القسري، كلها ممارسات ممنهجة تهدف إلى فرض واقع استعماري عنصري طويل الأمد.

إذا تأملنا جوهر العنصرية، سنجد أنها تقوم على التمييز والتفوق العرقي، وهو ما يتجلى بوضوح في الممارسات الإسرائيلية. فالاحتلال يتعامل مع الفلسطينيين وكأنهم أقل شأنًا، ويفرض نظامًا قانونيًا مزدوجًا، حيث يتم محاكمة الفلسطينيين أمام المحاكم العسكرية بينما يحاكم المستوطنون أمام محاكم مدنية توفر لهم الحماية القانونية. وهذا الوضع يشبه تمامًا الأنظمة العنصرية التي شهدها التاريخ، مثل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، مما يجعل الاحتلال نموذجًا حيًا للتمييز العرقي في القرن الحادي والعشرين.

إضافةً إلى ذلك، يمكن ملاحظة أن المجتمع الدولي، رغم إقراره بهذه الحقيقة، لا يزال يتعامل مع إسرائيل بمعايير مزدوجة، إذ يتم التغاضي عن جرائمها وانتهاكاتها، رغم أنها تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية. وهنا، يصبح من الضروري ليس فقط إدانة العنصرية، بل أيضًا مساءلة من يحمونها ويدعمون استمرارها.

إن الحديث عن القضاء على العنصرية لا يمكن أن يكون مجرد شعارات فارغة، بل يتطلب إجراءات فعلية، تبدأ بفضح ممارسات الاحتلال، والعمل على تصنيفه عالميًا كنظام فصل عنصري يجب أن يخضع للمحاسبة. وهذا يشمل دعم حركة المقاطعة، التي تسعى إلى عزل الاحتلال اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا حتى ينهي سياساته العنصرية. اضافة الى تفعيل الضغط القانوني والدبلوماسي لمحاسبة الاحتلال في المحافل الدولية وتعزيز الوعي الإعلامي لفضح جرائم الاحتلال وكشف حقيقة نظامه العنصري أمام الرأي العام العالمي.

في اليوم الدولي للقضاء على العنصرية، لا بد أن نتذكر أن النضال ضد الظلم هو مسؤولية جماعية. لا يمكن أن ندعو لإنهاء العنصرية في بقاع الأرض بينما نتجاهل أكبر صورها في فلسطين. إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد قضية سياسية، بل هو معركة إنسانية وأخلاقية تتطلب من العالم اتخاذ موقف واضح ضد العنصرية والاضطهاد. وعلى كل من يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان أن يكون جزءًا من هذه المواجهة، لأن الحياد في وجه الظلم هو تواطؤ مع الجلاد.

المجد لكل من يناضل ضد العنصرية، والحرية لفلسطين وأهلها.