العميد الركن زياد رزق الله خلال حفل خريجي كليات الاعلام: “الخبر غير الدقيق قد يغيّر مجرى الأحداث، ويؤجج الصراعات”.

بقلم :مهى كنعان
اختتمت اليوم الدورة السادسة في القانون الدولي الإنساني لخريجي كليات الإعلام لعام ٢٠٢٥ في كلية فؤاد شهاب للقيادة والاركان والتي نظمت بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي.
البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني بعد وصول العميد الركن زياد رزق الله ممثلا اللواء الركن حسان عودة قائد الجيش بالنيابة، ثم كلمة لعريفة الحفل النقيب باميلا حنين، بعد ذلك القت الطالبة ليلى الرفاعي كلمة الطلاب التي أكدت فيها على أهميّة هذه الدورة لتطوير مهارات الجسم الإعلامي وتحفيز الإعلاميين على القانونية خلال عملهم اليومي والقيام بدورهم الوطني وممارسة واجباتهم تجاه المواطنين.
كما نوهت الرفاعي في كلمتها بدور الجيش اللبناني مشيرة إلى انها المؤسسة الوحيدة المتماسكة في هذه الظروف الحساسة التي تسعى دائماً إلى الحفاظ على حدود الوطن والدفاع عنه في مجابهة الأعداء وكل من يتربص بوطننا…
في ختام كلمتها رفعت الرفاعي باسمها وباسم الطلاب المشاركين أسمى آيات الشكر والتقدير لمديرية القانون الدولي الإنساني على تنظيمها المحترف لهذه الدورة، وقالت: “نشكر كلية فؤاد شهاب للقيادة والاركان على حسن الاستقبال والتعامل وعلى توفير البيئة التدريبية المناسبة، كما توجهت بالشكر الجزيل الى جميع الضباط والمدربين الافاضل الذين أشرفوا وبذلوا جهوداً مضنية لنقل علمهم وخبراتهم الينا والشكر الكبير لقيادة الجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشخص رئيسها يان ميسكوك..
تسليم الشهادات
بعد ذلك سلم ممثل قائد الجيش العميد الركن زياد رزق الله الشهادات للطلاب المشاركين. بحضور ممثل قائد الجيش، وعمداء ومدراء الجامعات وممثلين عن اللجنة الدولية الصليب الأحمر.
العميد رزق الله
ثم القى العميد رزق الله كلمة قائد الجيش اللواء حسان عودة فقال: “يأتي تخريجُ الدورةِ السادسة في القانونِ الدوليّ الإنسانيّ لخريجي كليات الاعلام والصحافة، ونحنُ أمامَ منعطفٍ ومسارٍ حرجٍ وسطَ ضغوطٍ غيرِ مسبوقةٍ يتعرضُ لها القانونُ الدوليُّ، إضافةً الى التهديداتِ التي يواجهُها السلامُ والأمنُ الدوليين من قبلِ عدوٍ لا يقيمُ وزنًا للمعاييرِ الدوليةِ، ويتعمدُ الإخلالَ بالأسسِ التي اتفقَ عليها المجتمعُ الدوليُّ بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ وعلى رأسها عدمِ السماحِ مرةٍ أخرى بتكرارِ الفظائعِ التي ارتكبتْ في هذا النزاع”.
وتابع قائلاً: “إنّ ما نشهدُهُ من ويلاتٍ ومآسٍ، أدّت إلى صدمةٍ لنظامِ الحوكمةِ العالميّ الذي قرّرَ الحمايةَ لفئاتٍ محددةٍ من الأشخاص خلالَ النزاعاتِ المسلحةِ. ولكنْ على رغمِ التحدياتِ والظروفِ الصعبةِ نرى ومضاتٍ على بدءِ المحاسبةِ والمساءلةِ، وكُلّي يقينٌ أنّ القانونَ الدوليّ الانسانيّ الذي وُلِدَ في معركةِ سولفيرينو في العامِ ألف وثمانمائة وتسعة وخمسين لن يُسمحَ بموته في العامِ ألفين وخمسة وعشرين”.
وأشار العميد رزق الله إلى “إن القانون الدولي الإنساني ليس مجرد نصوص قانونية جامدة، بل هو في جوهره تعبيرٌ عن الضمير الإنساني المشترك، وهو السياج الأخلاقي الذي يحدُّ من وحشية الحروب، ويضمن صون الكرامة البشرية، حتى في أحلك الظروف. هذا القانون، الذي وُضع لحماية المدنيين والمقاتلين العاجزين عن القتال، يُشكّل ركيزة أساسية يجب أن يلمّ بها كل إعلامي وصحفي، لأنكم أنتم شهود الميدان، وأنتم الذين توثّقون التاريخ لحظةً بلحظة، وتنقلون الواقع للعالم بأسره”. وأضاف: “لقد أصبحت ساحات النزاع أكثر تعقيداً، وأضحت الحروب الحديثة تُخاض ليس فقط بالسلاح، وإنما أيضاً بالمعلومات والصور والكلمات، وهذا يضع على كاهلكم أنتم الإعلاميين مسؤولية كبرى في نقل الحقائق، والتمييز بين ما هو مشروع في الميدان وما هو انتهاك للقوانين الدولية بعيدا عن التضليل والدعاية، فالخبر غير الدقيق قد يغيّر مجرى الأحداث، وقد يؤجج الصراعات”.
ثم توجه العميد رزق الله في كلمته إلى «الطلاب المتخرجون» قائلاً: “إن إتمامكم لهذه الدورة اليوم هو خطوة عظيمة نحو تحقيق أهدافكم المهنية، فأنتم الآن أكثر إلماماً بمفاهيم القانون الدولي الإنساني، وأكثر قدرةً على نقل الأحداث برؤية مهنية مسؤولة، وأكثر تأهيلًا لحماية أنفسكم وغيركم أثناء تغطيتكم للأحداث الميدانية”.
كما هنأهم باسم قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عودة على متابعتهم هذه الدورة، ودعاهم إلى أن يكونوا سفراءً للسلام، وحماةً للحقيقة، ومدافعين عن الإنسانية.
وأضاف قائلًا: “أؤكد لكم باسم قائد الجيش بالنيابة أن أبوابنا ستظل مفتوحة لكل تعاون يهدف إلى تعزيز المعرفة بالقانون الدولي الإنساني والعمل به، كونوا كما عهدناكم دائماً: صوتاً للحق، منبراً للعدل، وجسراً يعبر به العالم نحو فهمٍ أعمق وأشمل لما يجري من أحداث”.
في الختام توجّه العميد رزق الله بالتهنئة والشكر إلى الضباط المدربين وكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وإلى اللجنةِ الدوليةِ للصليبِ الأحمرِ بعثةِ بيروتَ على تعاونها الدائم مع الجيش اللبناني في سبيل نشر القيم الانسانية المشتركة..
ميسكوك
بدوره هنأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يان ميسكوك الطلاب على متابعتهم لهذه الدورة مؤكدًا دعم الصليب الأحمر الدولي الدائم للدورات المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني ومديرية القانون الدولي الإنساني.
وبعد تكريم ميسكوك بدرع تكريمية كعربون شكر وتقدير لجهوده وجهود الصليب الأحمر من قبل العميد الركن زياد رزق الله، انتقل الجميع لقطع قالب الحلوى وتناول نخب المناسبة والتقاط الصور التذكارية.