خلوة بين الرئيس عون ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في قصر بعبدا
اكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استمرار قطر في الوقوف الى جانب لبنان، كما كانت دائماُ، في لحظات الحزن والفرح، خصوصاً بعد استعادة استقراره وانتظام مؤسساته الدستورية بعد انتخاب رئيس الجمهورية، معرباً عن الامل في انتهاء الحرب في الجنوب بأسرع وقت ممكن وتطبيق القرار 1701.
وإذ نوّه بالقيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية حين كان قائداً للجيش والتي حفظت لبنان، شدد على ان بلاده عازمة على دعم لبنان في مختلف المجالات فور تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً الى ان دعم القوات المسلحة سوف يستمر تنفيذاً لتوجيهات امير قطر.
ونوّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالدعم القطري للبنان في المجالات كافة، واكد ان اللبنانيين لن ينسوا وقوف قطر الى جانبهم وتردادهم عبارة “شكراً قطر”، متمنياً عودة الاخوة القطريين الى الربوع اللبنانية بين أهلهم واصدقائهم. كما ثمّن الرئيس عون المساهمة القطرية في دعم الاقتصاد اللبناني، لاسيما في مجال النفط والغاز.
وقائع الزيارة
مواقف الرئيس عون ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، أتت خلال الزيارة التي قام بها المسؤول القطري الى القصر الجمهوري في بعبدا عصر اليوم، حيث عقد خلوة مع الرئيس عون استمرت قرابة الثلث ساعة، تحولت بعدها الى لقاء موسع جمع الوفدين القطري واللبناني. وشارك عن الجانب القطري: وزير الدولة محمد بن عبد العزيز الخليفي، مستشار وزير الخارجية والمتحدث الرسمي ماجد الانصاري، مدير مكتب رئيس الوزراء عيسى بن محمد المناعي، سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والشيخ احمد بن محمد آل ثاني والسيد عبد الرحمن الشملان من مكتب رئيس مجلس الوزراء.
اما عن الجانب اللبناني، فحضر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، وسفيرة لبنان في قطر فرح بري، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشارون: السفيرة جان مراد، فرحات فرحات، ميشال دو شارادوفيان، ومدير مكتب رئيس الجمهورية العميد الركن وسيم الحلبي، ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
خلال اللقاء، رحب الرئيس عون برئيس الوزراء وزير الخارجية القطري شاكرا له زيارته، وحمّله تحياته الى امير دوله قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منوّهاً بالدعم القطري للبنان في المجالات كافة، اضافة الى دور قطر في ملء الفراغ الرئاسي من خلال عضويتها في اللجنة الخماسية.
وقال الرئيس عون: “ان قطر كانت دائماً الى جانب لبنان وساعدت اللبنانيين في ظروف صعبة مرّ بها بلدنا، ولن ينسى اللبنانيون ترداد عبارة “شكراً قطر” دائماً، ونتطلع الى عودة الاخوة القطريين الى الربوع اللبنانية بين اهلهم واصدقائهم”.
وثمّن الرئيس عون عالياً المساهمة القطرية في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في مجال النفط والغاز، متمنياَ معاودة التنقيب قريباً بالتعاون مع شركة “توتال” الفرنسية.
وجدد رئيس الجمهورية شكره للدعم الذي قدمته قطر ولا تزال للمؤسسة العسكرية مما مكّنها من تعزيز الامن والاستقرار في البلاد.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، نقل الى الرئيس عون تحيات امير البلاد الشيخ تميم، مجدداً له الدعوة لزيارة قطر والتي كان وجهها اليه في رسالة خطية قبل ايام. وقال: ان قطر تقف الى جانب لبنان، خصوصاً بعد استعادة استقراره وانتظام مؤسساته الدستورية بعد انتخاب الرئيس عون، معرباً عن الامل في انتهاء الحرب في الجنوب بأسرع وقت ممكن وتطبيق القرار 1701.
واستذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية لقاءاته مع الرئيس عون حين كان قائداً للجيش، منوهاً بقيادته الحكيمة التي حفظت لبنان. وشدد على ان بلاده عازمة على دعم لبنان في مختلف المجالات فور تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً الى ان دعم القوات المسلحة سوف يستمر تنفيذاً لتوجيهات امير قطر.
السجل الذهبي
وبعد انتهاء اللقاء، دوّن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في السجل الذهبي العبارة التالية:
“نسأل الله ان يظلل لبنان بالسلام، وان يمنّ على اهله بالخير والاستقرار… ونؤكد ان دولة قطر كما كانت دائماً، مستمرة في دعمها للبنان وشعبه الصامد”.
تصريح المسؤول القطري
ثم ادلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بالتصريح التالي:
“جددت الترحيب بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ومبارك للبنان سد الشغور الرئاسي بعد فترة طويلة، ونتمنى ان تكون هذه الخطوة نحو ترسيخ الامن والاستقرار في لبنان. نتطلع اليوم الى استكمال تشكيل الحكومة اللبنانية في القريب العاجل، وكافة الإجراءات الإصلاحية بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني.
ان زيارتنا الى بيروت هي دعم من دولة قطر التي تقف دائماً الى جانب لبنان وشعبه في لحظات الفرح والحزن، وهي مستمرة في دعمها في المجال الإنساني والمجتمعي، ودعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية وهي المؤسسة التي تجمع جميع اللبنانيين.
وشددنا على أهمية الالتزام باتفاق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وتطبيق القرارات، ونشدد على القرار 1701 وان يستعيد لبنان سيادته على كامل أراضيه. ونتطلع بعد تشكيل الحكومة الى النظر معها لكيفية العمل سوياً لتقديم الدعم لمؤسسات الدولة، والعمل على مشاريع مشتركة بين البلدين.”
حوار
ثم دار بين رئيس الوزراء القطري والصحافيين حوار أجاب فيه على أسئلة الصحافيين، فقال رداً على سؤال: إن دولة قطر حاضرة دائماً وتسعى بكافة الطرق لاداء واجبها تجاه الشعب اللبناني الشقيق، وتجاه الاشقاء بشكل عام في المنطقة. وبالنسبة الى الدعم لتطبيق الانسحاب الإسرائيلي ورفض الخروقات الاسرائيلية والاعتداء على سيادة لبنان، فهذا هو المطلوب، ونحن نشير الى ذلك في كافة اتصالاتنا الدولية وايضاً في الاتصالات مع الطرف الاسرائيلي، وستستمر قطر في ذلك.
اما على مستوى الدعم الاقتصادي ودعم إعادة الاعمار، فلا شك ان قطر ستكون حاضرة كما كانت في كل مناسبة وحدث، وبإذن الله نتطلع لاستكمال تشكيل الحكومة ليصار بعدها الى بحث الملفات، والى شراكة استراتيجية تقوم على المنافع المشتركة للبلدين والشعبين.
سئل عن القطاعات التي ستستثمر فيها قطر في لبنان، وعما اذا كان استقرار المنطقة مرتبط باتفاق سلام بين الدول العربية غير المطبّعة وإسرائيل؟
أجاب: ان استقرار الشرق الأوسط مرتبط بحل القضايا العالقة، وكلنا ندرك واقع احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ورفضها أي محاولات لانجاح السلام من خلال قيام دولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولن يكون هناك استقرار للشرق الاوسط في هذا الوضع الذي سيسمح لاي متطرف في استغلال الظرف والسلوك المستهتر للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما ترفضه قطر بشكل تام.
هناك مؤشرات منذ بداية العام تسير في الطريق الايجابي، سواء في سد الشغور الرئاسي او ما حدث من تغيير في سوريا التي ندعو لها بالتوفيق، وكما ان الحروب تترك اثراً متتابعاً في المنطقة، نأمل ان يكون للسلام اثر متتابع ايضاً ونحن نتطلع الى ذلك.
هناك حالياً ظرف صعب للاشقاء الفلسطينيين، إن في قطاع غزة او في الضفة الغربية. وبعد نجاح اتفاق وقف اطلاق النار، نتمنى ونسعى الى استمرار هذا الاتفاق وتحقيق مراحله النهائية، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف هذه التصرفات والانتهاكات التي يعاني منها اشقاؤنا في الضفة الغربية.
اما عن القطاعات التي تركز عليها قطر مع لبنان، فنحن ننتظر تشكيل الحكومة وستنظر قطر الى القطاعات التي ترى ان لبنان بحاجة اليها، ونبني شراكة على أساس المنافع المشتركة.”