في حضن الصباح.. قصيدة عشق أبدية بقلم حيدر الحسيني
في حضن الصباح تولد الأحلام
حين يلامس الضوء وجه الأيام
تغني العصافير للهوى نشيدًا
وترقص الزهور على لحن الأنغام
الصبح مرآة الحب العذري
وقبلة شفافة من قلب القدرِ
فيه تنساب الأحاسيس كالنهرِ
وتشتعل في القلب نار السهرِ
يا لحن الصباح في عينيكِ
يا دفء الشمس في يديكِ
كل شيء ينطق عشقًا لكِ
وكأن الوجود يعيش في كفيكِ
حين أراكِ، ينتهي التعب
وينحني الكون تحت الطلب
في عينيكِ سر الجمال
وفي قلبكِ يسكن الحب
رائحة القهوة تعانق الشذا
وكأن الصبح يدعو للندى
معكِ كل شيء يأخذ معنى
حتى الصمت ينطق بالشجى
صباحكِ سحرٌ يأسر الروح
وكلماتكِ شمسٌ بين الرياح
أحبكِ كالصبح حين يضيء
وكالحب حين يزهر في البطاح
يا عشق الصباح ويا حلمي
يا بسمة الشمس على غيمي
كل يومٍ يشرق فيه ضوءكِ
هو ولادة حبٍ من رحمي
حين يولد الصباح بين يديكِ
يبدأ العالم في الركوع لعينيكِ
الشمس تنسى دربها وتبحث عنكِ
والنسيم يحمل همس الهوى إليكِ
يا امرأةً يزهر الصباح بحضورها
وكأن الكون خُلق لينال نورها
كيف للقلب ألا يذوب في سحرها؟
وكل ما في الأرض يهمس باسمها؟
حين تعانقني أنفاسكِ كالفجر
أشعر أن الوقت يتوقف عن السفر
كأن العالم لم يعرف قبلكِ بشر
وأني خُلقت فقط لأكون معكِ قدر
في عينيكِ يسكن الربيع أبدًا
وفي شفتيكِ يروي الحب وعدًا
كل حرف ينطقه ثغركِ قصيدة
تكتبها نجوم السماء ودًا
يا سيدة الصباح يا ملكة السكون
في حضوركِ ينطق الحجر والجنون
كيف لا أعشقكِ وأنتِ الحياة؟
كيف لا أذوب فيكِ كالنهر في الغيمات؟
حين يأتي الصبح، أراه في ملامحكِ
وحين يزهر الحب، أشمّه في عطركِ
أنتِ بداية يومي ونهايته
وأنتِ المعنى الذي يروي حكايتَه
فدعيني أكتبكِ قصيدة لا تنتهي
ودعيني أتنفسكِ صبحًا لا يختفي
أنتِ الحب الذي يستعصي على الزمان
وأنتِ الحلم الذي يكتب أعمق الألحان
بقلم الأستاذ حيدر الحسيني