المطران ابراهيم استقبل عائلة مستشفى تل شيحا في زيارة معايدة : انتم جيش لخدمة الناس، وهذا ما يحتاجه البلد.
استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم وفداً من ادارة مستشفى تل شيحا برئاسة المدير العام الدكتور مروان خاطر، ضم المسؤولين والمسؤولات عن مختلف الأقسام، في زيارة معايدة بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة.
في بداية اللقاء قدّم الدكتور خاطر هدية الى المطران ابراهيم عربون محبة وتقدير،وكان لسيادته كلمة عايد فيها الجميع وقال :
” كل عيد وانتم بألف خير.
كما تعرفون الإنسان يصنع العيد ويعيشه.
انتم بمثابة جيش لخدمة الناس، وهذا ما يحتاجه البلد، اناس يحبون بعضهم ويخدمون بعضهم. المستشفى هو علم يرفرف على رابية جميلة، على تلة مشرفة، له رمزيته، وكأنه يشرف على كل الناس، يحميهم ويعتني بهم اذا ما احتاجوا اليه.
تل شيحا ليس بمستشفى عادي، هو جزء من ذاكرة زحلة وذاكرة الناس وتاريخ المدينة وكل انسان فيها، من الصعب ان نجد احداً في زحلة لم يولد في تل شيحا، والإنسان يرتبط بالمكان الذي يولد فيه لدرجة ان البعض يتمنى ان يغمض عينيه في المكان الذي فتحهما على الدنيا.”
واضاف” المرضى امانة بين ايديكم في عنايتكم وفي قلوبكم وأفكاركم. الطب طبعاً له حدود، في بعض الأحيان قد نصل الى حائط مسدود لا نستطيع تخطيه ولا يستطيع العلم ان يتخطاه. تطور العلم كثيراً وسيتطور اكثر لكن سيبقى هناك طرق مسدودة لأن الموت سرّ. وحق ولا احد يستطيع الهروب منه.
عندما نصل الى هذا الحائط المسدود، كل واحد منا عليه ان يساهم على طريقته، وكل واحد في وظيفته دوره مهم كدور الأطباء، وعلى كل واحد منا ان يفهم رسالته عندها نكون نتمم رسالة المستشفى على اكمل وجه.”
وتابع سيادته” المستشفى يبغي الربح فقط لتطوير ذاته، وليبقى واقفاً على رجليه، لكي يقدّم عناية افضل وخدمات افضل، والربح بهدف تكديس الأموال فهذا امر غير موجود، لا في روحية المستشفى ولا في روحيتنا.
والربح هو سمعة وليس مادياً فقط، والسمعة ليست الغاية فقط، الأهم هي صحة المريض وهو الهدف الأساسي والأعمق والهدف الأبعد الذي علينا تحقيقه، الأهم هو الإعتناء بصحة الناس وتطوير حالات الأشفية الممكن ان يحصلوا عليها.”
واردف ” انا دائماً اخالف رأي المؤسسات التي تطعم الناس ولا تهتم بصحتهم، ورأيتم خلال الأحداث الأخيرة، ان الكثير من الناس اضطرت الى مغادرة بيوتها وان تنزح عن قراها، وهؤلاء بالتأكيد كانوا يحتاجون اللقمة، وهناك العديد من المؤسسات قدّمت لهم الطعام، لدرجة ان الأكل كان يرمى في الشارع لأنه زاد عن حده، لكن المؤسسات تنسى ان هناك احتياجات اهم من الأكل، وبنوع خاص الإستشفاء، لذلك عندما نأخذ الإنجيل نجد ان العجائب التي قام بها السيد المسيح هي جميها شفاءات وهناك محل واحد فقط حيث يكثّر يسوع الخبزات والسمكات والباقي كله اعاجيب استشفاء.
عندما يزورني مسؤولون كبار من كل المؤسسات العالمية اتحدث اليهم واقول لهم انتم تهتمون بكل المحتاجين الى الطعام، لكن الذي يدق بابنا بحاجة الى عملية او مساعدة في تسديد الفواتير. هناك امور كثيرة لا نستطيع ان نتخطاها، هناك مصاريف لا نستطيع ان نتخلص منها، وكل من يقدم خدمة الى المستشفى انما هي خدمة مدفوعة، ولا يستطيع المستشفى ان يقدم كل الخدمات مجاناً.”
وعن تقديمات المستشفى قال ابراهيم ” على الجميع ان يعلم انه خلال ثمانية او تسعة اشهر قدّم المستشفى حسومات بما يزيد عن 158 الف دولار كمساعدات. قد ينتقدني البعض على كشفي لهذه لأرقام، واذا لم نعلنها فقد يقول البعض ان مستشفى تل شيحا تحول الى مسلخ وهو لا يساعد احداً ولا ينظر الى احد. والأفضل دائماً هو كشف الحقيقة، والحقيقة ان تل شيحا يد ممدودة الى كل من يحتاجونها، قدر الإمكان، ولدينا ادارة على رأسها المدير الدكتور مروان خاطر، قلب نابض بالإنسانية، بالمحبة والعاطفة، بالصدق والشفافية، وهذا امر ينعكس علينا جميعاً، لأنه من دون رأس المدبر لا ينتظم عمل الأطراف، وعمل القيادة هو فن بحد ذاته علاى الإنسان ان يلتزم به وان يستفيد منه لكي تسير المؤسسات بأفضل مسار.”
وختم ” اشكركم على الوقت الذي خصصتموه لمعايدتي، والعيد يكتمل بمعايدتكم. جميعنا مدعو بأن يهتم بنفسه لأن العناية بالآخرين تبتدئ بالعناية بالذات،ونحن في عقليتنا الشرقية تربينا ان نعطي دون ان نأخذ لكن اليوم تغيرت الأمور وتحسنت من نواحِ كثيرة واصبح هناك وعي اكثر انه على الإنسان ان يعتني بذاته ويحترمها.
اشكركم على كل جهد تبذلونه، على كل المحبة التي تفيضونها في تل شيحا ، على كل عطاء وانشاءالله في هذا الميلاد يمنح الرب بلدنا السلام والأمان، وان يكون كل لبناني يعيش بكرامته محمياً ومصاناً، على امل ان تحمل لكم السنة الجديدة كل الخير وكل المحبة وهداوة البال وكل الصحة .”
وفي نهاية اللقاء التقطت الصورة التذكارية.