رسالة تضامن وصلاة ورجاء لحلب الحبيبة ليمسَح الربّ عنها كل دَمعة !
“لن يُقفل بابُ مَدينتنا” ! أقولها اليوم كما كتبتُها في الأمس، أن لكُلِّ أبرشيّة ملاكٌ وَاحد، ولحلب مَلاكين، بولس (يازجي) وأفرام (معلولي) يَسهران عليها !
بقلم: المحامي كارول سابا
أيضاً وايضاً، كما كتبت في ٤ أيلول ٢٠٢٢، اعود واكرر ما كتبته حينها عندما زار غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الحبيب، وقال: لَن يُقفل بابُ مَدينتنا ! وهذا بعض مِن ما كتبته حينها، ويبقى ضالحٌ ليصبح اليوم تضامناً مع حلب وملاكُها افرام الساهر عليها في السرَّاء والضَرًَاء:
“وانتِ يا حَلب، يا حبيبة، لن يُقفل باب مدينتك، فكل الأنظار المُحِبَّة يا عزيزتي، مَشدودةٌ إليكِ اليوم.
انت حَلب الجريحة، المُتعالية على الجِراح !
انت حلب المُتألمة التي ضمّت لداخلها ألمها فحوَّلته رجاء !
انت حلب الليونة والصلابة !
انت حلب بوابة الشرق والباب إلى البحر !
انت حلب الشَهباء، حلب المدينة البيضاء، حلب مُلتقى الأديان والثقافات والحضارات !
انت حلب ذكاء الاستيعاب، حلب موسيقى العقل والقلب !
انت حلب كرم الضيافة والأخلاق !
انت حلب مكان الوحدة والتنوع !
انت حلب المَعبَر الشرقي الاستراتيجي والمَنفذ النافِذ الذي لا مَفرّ منهُ !
انت حلب مُلتقى الحضارات والتأثيرات التي تحملها من الغرب أمواجُ المُتوسِّط والتي تتلاقى مع مَصاعد الداخل السورية العقليّة والعُمق المَشرقي وبِلاد ما بين النهرين!
انت حلب معشوقة الثقافة وألوان الفكر وفن الكلام والخِطابة !
انت حلب الساحرة بأنغامها المَشرقية، حلب السكرانة بالشعر والقدود والتي تُسكِرُ كل روح تُنشِدُ الطَرَب !
انت حلب الجغرافية العقليّة لِفَنّ حُسن الأكل التي زاوجت كل المَطابخ والعُطور والأعشاب والبهارات الشرقية الذكية !
انت حلب مُدبِّرَة التجارة على خط طريق الحرير ومُلتقى الصناعات !
انت حلب البنت البكر لأنطاكية المُستقيمة !
انت حلب جارة أنطاكية، مدينة الله العظمى !
انت حلب سِمعان العامودي أبو العامُودييّن شرقاً وغرباً !
انت حلب اليوم والأمس، حلب الجغرافية والتاريخ، “حلب الأم” التي كانت الى الأمس تبكي جميع أبنائها ولا تزال ترصُد رَجاء عودة الحبيب الغائب المُغيَّب، ليكتمل فرحنا ويزول حزننا …”